الظني وبغير الأحكام الفقهية الفرعية لأن العقل لا يستقل بمعرفة شيء منها كما اعترف به العلماء والمخصص متواتر على ان العقل ورد بمغى العلم واليقين ولذلك يقابل بالجهل لا بالجنون.
وقد تواتر النهى عن إثبات صفات الله من غير الكتاب والسنة فليخص الجدال بالتي هي أحسن بالاستدلال على ما ثبت في الكتاب والسنة بأدلة عقلية مؤيدة لها.
ومن فعل ذلك فقد استدل بالعقل والنقل وسلم من ارتكاب النهى والخطر فان قلت : قد روى الكشي بإسناده عن الطيار قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام انك كرهت منا مناظرة الناس وكرهت الخصومة فقال أما كلام مثلك للناس فلا نكرهه من إذا طار أحسن أن يقع وان وقع يحسن أن يطير فمن كان هكذا فلا نكره كلامه (١).
قلت : هذا غير صريح في ان لهذا الرجل ان يتكلم بعقله ويستدل بالدليل الظني أو بدليل غير منقول عنهم عليهمالسلام أو في إثبات شيء لم يرد عنهم عليهمالسلام نص في إثباته كيف ، وقد روى الكشي بإسناده عن الطيار انه قال لأبي عبد الله عليهالسلام لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت ان ما حرمت حرام وما أحللت حلال فقال :فحسبك أن تقول بقوله (٢) يعنى بقول ابى جعفر عليهالسلام. فهذا الحديث يدل على ان الطيار ما كان يتكلم الا بكلام سمعه من الامام عليهالسلام أو سمع مدلوله.
وروى علماؤنا بأسانيدهم ان هشام بن الحكم سأل أبا الحسن عليهالسلام بمنى عن خمسمائة مسئلة من الكلام فقال يقولون كذا فقال قل لهم كذا فأجابه عنها وكان يتكلم بها.
ومعلوم ان مطالب الكلام لا تزيد عن ذلك ومن كان ملتزما بذلك لم يكن داخلا في النهي.
__________________
(١) معرفة الرجال ص ٣٤٨
(٢) معرفة الرجال ص ٣٤٩