سبحانه بعيد جدا على انه غير مذكور الا ببعض أسمائه على وجه الخطاب دون الغيبة وكون مرجع الضمير أحدها (١) لا يخفى ما فيه من البعد وعدم الربط.
وقوله ووصل فعل ماض والأقرب فيه كونه مبنيا للمجهول ومرجع الضمير المستتر فيه مرجع ضميري له وعنه ويحتمل كونه مبنيا للمعلوم وجميع الخلائق فاعلا له وعلى هذا ينبغي تقدير ضمير فيه اى وصله فهو أنسب بالربط في مثل هذا الترتيب « التركيب ـ خ » وعلى هذا يموت فيه ضمير مستتر راجع الى صاحب الضمائر السابقة وهو مسند الى ذلك الضمير لا الى جميع كما كان على التقدير الأول بحسب الظاهر والا فلفظ جميع على الأول كان يحتمل فيه ثلاثة أوجه كونه فاعل يموت والضمير نائب فاعل وصل وكونه فاعل فعل محذوف كأنه قيل من يصله الاستغفار أو من يستغفر له فقيل جميع الخلائق.
كما في قوله تعالى : ( يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ ) على قراءة يسبح مبنيا للمجهول.
وكقول الشاعر : ليبك يزيد ضارع لخصومة.
وكونه فاعل المصدر الذي هو الاستغفار بصحة حلول ان والفعل محله تقول ووصل بأن يستغفر له جميع الخلائق إذا عرفت هذا فحلّ الاشكال من وجوه
أحدها : ان إلا هنا ليست للاستثناء بل هي وصفية بمعنى غير كما في قوله تعالى : ( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) (٢) وتلك يوصف بها وبتاليها جمع منكر أو ما في حكمه فالأول كالآية.
والثاني نحو قول الشاعر.
أنيخت فالفت بلدة فوق بلدة |
|
قليل بها الأصوات الانعامها |
فان تعريف الأصوات تعريف الجنس وهو في اللفظ معرفة وفي المعنى
__________________
(١) أحدهما خ
(٢) الأنبياء ـ ٢٢.