سماك قومك سيدا صدقوا به |
|
أنت المهذب سيد الشعراء(١) |
لكن ينافيه ما رواه السيد الرضي أيضا في كتاب المجازات النبوية عنه (ع) انه قال في امرء القيس يجيء يوم القيمة يحمل لواء الشعراء الى النار (٢).
قال الرضى المراد : النهى عن ان يكون حفظ الشعر أغلب على قلب الإنسان فيشغله عن القرآن وعلوم الدين « انتهى » ومراده الجمع بينه وبين ما روى في جواز نظم الشعر وإنشاده والرخصة فيه وكراهة إنشاده في مواضع خاصة ورواية الأئمة عليهمالسلام له وانشادهم إياه وانما ورد النهى عن الإكثار من إنشاده والإفراط فيه ويأتي احتمال آخر بحديث اللواء.
الخامس : ان الحديث غير صريح في ان امرء القيس أشعر الشعراء بل يظهر منه عليهالسلام توقف في الحكم بذلك لأنه قال ان القوم إلخ إشارة الى ان ذلك ليس بأمر محسوس كالحلبة التي ينتهي إلى الفقه وكلاهما محسوسان محصوران يعرف السابق بهما ولا يشتبه بغيره بل حسن الشعر أمر عقلي معنوي غير محسوس بل يختلف باختلاف الانظار والطباع بل كثيرا ما يتفق فيه عموم وخصوص من وجه بأن يكون جماعة من الشعراء كل واحد منهم أحسن شعرا من الأخر في فن خاص أو جماعة يكون بعض أبيات كل واحد منهم حسن من بعض أبيات الباقين أو ـ من أكثرها.
ولذلك قال عليهالسلام وان كان ولا بد فالملك الضليل بمعنى ان كان ولا بد من تعيين شاعر يمكن ان يكون أشعر الشعراء أو يكون داخلا في جماعة هم أشعر الشعراء فالملك الضليل ولا ينافيه حمل اللواء يوم القيمة لأن حامل اللواء قد لا يكون أفضل أهل العسكر فان الأمير أفضل منه.
السادس : ان يكون المراد أشعر الشعراء المذمومين اى أحقهم بالذم المذكور
__________________
(١) رجال الكشي ص ٢٨٨
(٢) المجازات النبوية ص ١٥١