الهيجاء عن آل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وانكشفت الملحمة عنهم ، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً من مواليهم يعزّ على رسول الله صلىاللهعليهوآله مصرعهم ، ولو كان في الدنيا حيّاً لكان هو المعزَّى بهم » (١) .. إلى آخر كلامه ، عليه أفضل صلوات الله وسلامه.
ومثلها عنه أيضاً رواية معاوية بن وهب المرويّة في كتاب ( المنتخب ) ، وفيهما من الدلالة على المطلوب ما لا يخفى على ذوي القلوب.
وحينئذٍ ، فيصير التعبير بالإفطار الذي لا يكون إلّا بعد تحقّق الصيام من باب المشاكلة اللفظيّة ، لأنّه لَمّا سُمّي ذلك الإمساك صوماً بناءً على المعنى اللغوي سُمّي ما يُضادّه إفطاراً أيضاً ، كما قال الشاعر :
قالوا اقترح شيئاً نُجِدْ لكَ طبخه |
|
قلتُ اطبخوا لي جبّةً وقميصا |
ألا ترى أنّ الطبخ للجبّة والقميص إنّما وقع لمشاكلة ما قبله ، وهو ظاهر لمن تأمّله.
وعلى العمل بمضمون هاتين الروايتين عوّل جمعٌ كثيرٌ وجمٌّ غفيرٌ من المحقّقين ؛ كالشيخ الطوسي قدسسره القدوسي في ( المصباح ) (٢) ، إلّا إنّه ذكر الإفطار على التربة الحسينيّة ، وكالمحقّق الشيخ علي بن عبد العالي في حاشيتي : ( الشرائع ) و ( الإرشاد ). وثاني الشهيدين في ( المسالك ) (٣) ، والسيّد السند في ( المدارك ) (٤) والمحدّث الكاشاني (٥) ، والآخوند الملّا محمد باقر المجلسي في ( زاد المعاد ) (٦) ، وجملة من متأخّري المتأخّرين (٧). بل يظهر من عبارتي المحقّق الثاني في حاشية ( الشرائع ) وشهيد ( المسالك ) حمل كلمات الأصحاب الحاكمين باستحباب الصيام على وجه الحزن على الصوم المذكور في الرواتين المذكورتين.
إلّا إنّه بعيدٌ غايةً ومنافٍ لقواعدهم نهايةً ؛ لما تقرّر عندهم من أنّ أسماء العبادات
__________________
(١) مصباح المتهجّد : ٧٢٤ ، إقبال الأعمال ٣ : ٦٥ ، ولم يذكر فيه ذيل الحديث.
(٢) مصباح المتهجّد : ٧١٣.
(٣) مسالك الأفهام ٢ : ٧٨.
(٤) مدارك الأحكام ٦ : ٢٦٩.
(٥) مفاتيح الشرائع ١ : ٢٨٤.
(٦) زاد المعاد : ٣٨٧ ٣٨٨.
(٧) رياض المسائل ٣ : ٤٢٦ ٤٢٧.