الحمدُ لله الذي سخّر البحرَ لتأكلوا منه لحماً طريّاً ، وأحلّ من الطعام ما كان طيّباً وذكيّاً ، والصلاةُ والسلامُ على نبيّنا محمّد الذي كان ، وآدمُ عليهالسلام بين الماء والطين ، نبيّاً (١) ، وآلِه الطيّبين الطاهرين ، بكرةً وعشيّاً.
أمّا بعد : فيقولُ الأقلُّ الجاني ، والأذلّ الفاني ، أحمدُ بنُ صالح البحراني أفاض الله عليه رواشح فيضه البحراني ـ : قد وقفتُ على كلامٍ لبعضِ المحشّين على ( الروضة البهيّة ) شكّكَ به في تحليل السمك المعروف بالإربيان ، بشبهةٍ غير قويّة ، فأحببتُ أن أكتبَ عليه كلماتٍ قليلة ، تنطوي على معانٍ جليلة ، تصلحُ إنْ شاء الله تعالى لدفع تلك الشُّبهات ، ورفع تلك التوهّمات ، وسمّيتُها : ( إقامةُ البُرهانِ في حلّ الإربيان ).
ولا بُدَّ من إيراد كلامِهِ بألفاظه ، تمهيداً للشرح ، وتمريداً للصرح ، ثم ذكر كُلّ فقرةٍ منه ، وتعقيبها بما يتعلّق بها من البيان ، وبالله الثقةُ ، وهو المستعان.
قال ذلك المحشّي على ( الرّوضة البهيّة ) في كتاب ( الأطعمة والأشربة ) ما هذا لفظه : ( لم يذكر المصنّف ولا الشارحُ حكمَ الربيان والربيثا ، والذي يظهرُ من بعض الأخبار كما
__________________
(١) انظر : مناقب آل أبي طالب ١ : ٢٦٦ ، غوالي اللئلئ ٤ : ١٢١ / ٢٠٠ ، بحار الأنوار ٩٨ : ١٥٥ / بيان.