بين الخبرين.
وثانياً : فَهْمُ جملة من القدماء (١) وبعض المتأخّرين (٢) هذا المعنى ، وعملهم عليه وإفتاؤهم به ، وهو أحد الأقوال في مسألة قراءة المأموم خلف المرضيّ كما ذكره أوّل الشهيدين في ( شرح نكت الإرشاد ) (٣).
قال المحقّق الثالث : ( إنّه قد صار إلى العمل بمضمونه جماعة من قدماء الأصحاب ووافقهم عليه بعضُ مَنْ تأخّر ) ، وفَهْمُ هؤلاء الأعلمين قرينةٌ على إرادة الحقّ باليقين.
وأمّا قوله : ( فخفاء فعل الإمام على عبد الله بن سنان الذي هو ممّن أكثر الصحبة للإمام ) .. إلى آخره ، ففيه نظر من وجوه :
أمّا أوّلاً ؛ فلعدم الجزم بكون ابن سنان هو عبد الله ؛ لخلاء كتب الحديث عن تعيينه ، واحتمال كونه محمّداً أخاه ، وهو مهمل في رجال الصادق عليهالسلام ، وقد ضعّفه الشيخ (٤) والنجاشي (٥) وابن الغضائري (٦) وابن شاذان (٧) ومحقّق ( المعتبر ) (٨) وعلّامة ( الخلاصة ) (٩) ، وغيرهم من علماء الرجال ، وروايتُهُ عن الصادق عليهالسلام غير عزيزة في الأخبار.
ففي باب كراهة أكل الثوم والبصل والكرّاث من كتاب ( علل الشرائع والأحكام ) : ( أخبرني عليّ بن حاتم .. إلى أنْ قال ـ : عن محمّد بن سنان ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن أكل البصل والكراث ) (١٠) .. إلى آخره.
وفي ( طبّ الأئمّة ) : ( حدّثنا عبد الله بن سنان ، عن أخيه محمّد بن سنان ، قال : قال جعفر بن محمَّد عليهماالسلام .. ) (١١).
__________________
(١) المقنع ( الصدوق ) : ١١٩ ، الكافي ( أبو الصلاح ) ضمن سلسلة الينابيع الفقهية ٣ : ٢٧٥ ، المهذّب ( ابن البرّاج ) ١ : ٨١.
(٢) مدارك الأحكام ٣ : ٣٤٥.
(٣) غاية المراد ١ : ٢١٣. (٤) الفهرست : ٢٩٥ / ٦٣٨.
(٥) رجال النجاشي : ٣٢٨ / ٨٨٨.
(٦) عنه في رجال العلّامة الحلّي : ٢٥١.
(٧) عنه في رجال النجاشي : ٣٢٨ / ٨٨٨.
(٨) المعتبر ٢ : ١٨٦.
(٩) الخلاصة : ٢٥١.
(١٠) علل الشرائع ٢ : ٢٣٦ / ٢.
(١١) طبّ الأئمّة : ١٥.