باليمين ، فعند ذلك قال إبراهيم : اللهمَّ اجعلني من شيعة أمير المؤمنين ، قال : فأخبر الله في كتابه ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ) »(١).
ورواه أيضاً الشيخ حسن بن سليمان في ( مختصر البصائر ) (٢) ، ومثله روى صاحب كتاب ( الروضة ) (٣) وابن شاذان في فضائله (٤).
وروى الطبرسي في ( إعلام الورى ) (٥) صحيحاً عن صفوان ، والكراجكي في ( الكنز ) (٦) ، والشيخ حسن بن سليمان في ( مختصر البصائر ) ، كلّهم عن الصادق عليهالسلام بألفاظ متقاربة ، قال : « إذا كان يوم القيامة تقبل قوم على نجائب من نور ينادون بأعلى أصواتهم : الحمدُ للهِ الذي صدقنا وعده وأورثنا أرضه نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء ، فتقول الخلائق كلّهم : هذه زمرة الأنبياء ، فإذا النداء من قبل الله تعالى : هؤلاء شيعة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فهم صَفْوتي من عبادي وخيرتي من بريّتي ، فتقول الخلائق : إلهنا وسيّدنا بِمَ نالوا هذه الدرجة؟ فقال : بتختّمهم باليمين ، وصلاتهم إحدى وخمسين ، وإطعامهم المسكين ، وتعفيرهم الجبين ، وجهرهم ببسم الله الرحمن الرحيم ». إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في هذا المضمار ، ولا يخفى ما في هذين الخبرين من العموم للأخيرتين.
أمّا الأوّل ؛ فلإتيانه بلفظ الجهر الذي هو اسم جنس محلّى بـ ( اللّام ) الجنسيّة ، فيفيد العموم قطعاً.
وأمّا الثاني ؛ فلإتيانه بلفظ « جهرهم » الذي هو مصدر مضاف ، وقد ذكر جمع من علماء المعاني والأُصول كصاحب ( المطوّل ) (٧) ، والچلبي في ( الحاشية ) (٨) ، والبهائي في حواشي زبدته ، والكاظمي في شرحها ، والمحقّق الثالث في ( المعالم ) ، والمازندراني في شرحه ، والعضدي في ( شرح المختصر الحاجبي ) ، والمحقّق
__________________
(١) عنه في البحار ٨٢ : ٨٠ / ٢٠. (٢) عنه في البحار ٨٢ : ٨١ / ٢١.
(٣) عنه في البحار ٨٢ : ٨٤ / ٢٨. (٤) عنه في البحار ٨٢ : ٨٤ / ٢٨.
(٥) عنه في مستدرك الوسائل ٤ : ١٨٧ ، ونسب مثله في البحار لإعلام الدين ( الديلمي ). راجع البحار ٨٢ : ٨٠ / ١٩ ، إعلام الدين : ٤٤٧ ٤٤٨.
(٦) عنه في البحار ٨٢ : ٧٩ ٨٠ / ١٩ ، مستدرك الوسائل ٤ : ١٨٦ ، أبواب القراءة في الصلاة ، ب ١٧ ، ح ١٠.
(٧) المطوّل : ١٧٦.
(٨) الحاشية على المطوّل : ٢٣٤.