بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ، وسلامٌ على عباده الّذين اصطفى.
أمّا بعدُ :
فإنّ مسألة الجهر بالبسملة ممّا يعمّ بها البلوى لجميع المكلّفين ، وقد اتّسعَتْ فيها دائرةُ القيلِ والقال على وجه قوِيَ به الإشكال ، وتضاعَفَ الإعضال ، فبين قائلٍ باستحباب الجهر بها في جميع مواضع الإخفات كما هو المشهور (١) بين علمائنا الثقات ، بل استفاضت عليه حكاية الإجماعات (٢) ، وبين قائلٍ بالوجوب مطلقاً (٣) ، وبين قائلٍ بالاستحباب في الأُوليين وتحريمه في الأخيرتين (٤) ، وبين مَنْ جعل الاحتياط في الجهر فيهما ؛ كما انّ جملةً جعلوا الاحتياط في الإخفات فيهما (٥) ؛ وبين مَنْ جعل الاحتياط في تكرار الصلاة مرّتين ، كالأستاذ الأعظم المرتضى الشيخ مرتضى قدسسره في ( فرائد الأصول ) (٦) ، وبين من جعل الاحتياط في ذلك ، أو تكرار
__________________
(١) المختلف ٢ : ١٥٥ ، الذكرى : ١٩١.
(٢) الخلاف ١ : ٣٣١ ٣٣٢ / مسألة ٨٣ ، كنز العرفان ١ : ١٣٠.
(٣) المهذّب ( ابن البرّاج ) ١ : ٩٧ ، عنه في المختلف ٢ : ١٥٤ / مسألة.
(٤) السرائر ١ : ٢١٨.
(٥) انظر الرسالة السابعة في هذا الكتاب ( قرّة العين ) القول السادس.
(٦) فرائد الأُصول ٢ : ٥٠٢ ٥٠٣.