والمثل هو تشبيه الخفيّ بالجليّ والغائب
بالشاهد ويتركّب من عناصر ثلاثة : ١ ـ الممثَّل له. ٢ ـ الممثَّل به. ٣ ـ وجه الشبه بينهما. فان الممثّل به يمتلك قوة مؤثرة إما أن
يكون حادثة واقعة أو ظاهرة طبيعية أو فكرة معتقداً بها ويسري هذا العنصر سريان المسلّمات في نفس الإنسان. وأما الممثّل له فينبغي أن يحظىٰ
بقسط عالٍ من الشأن والأهمية كموارد الاعتقاد والسلوك ، وأحياناً لغموض فيه يقصر الذهن عن ادراكه وتناوله ، أو لتأكيد المغنىٰ ووجه الشبه يكون أسرع تأثيراً حين تكون فيه مطاقبة فاعلة وسريعة بينهما وقد ذكروا في ضرب الأمثال جملة من الأغراض منها : التذكير والوعظ ، والحثّ ، والزجر ، والتقرير ، وتقريب المراد للعقل ، كما قيل في ضرب الأمثال تبكيت للخصم الشديد الخصومة وقمع لسورة الجامح ، وقد جاءت أمثال القرآن الكريم مشتملة علىٰ بيان تفاوت الأجر ، وعلىٰ المدح والذمّ ، وعلىٰ
الثواب والعقاب ؛ وعلىٰ تفخيم الأمر أو تحقيره ، وعلىٰ تحقيق أمر أو
ابطاله. وينقسم المثل في القرآن الكريم
إلىٰ قسمين : ١ ـ المثل الكامن غير الصريح كقوله
تعالىٰ : ( وَالَّذِينَ إِذَا
أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ) (١). فهذه الآية المباركة تشبه المثل القائل «
خير الأمور أوسطها » وكذلك قوله _______________________ (١) سورة الفرقان : ٢٥
/ ٦٧.