وفي أهمية الكلمة يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : « ربّ قول أنفذ من صول » (١) ويقول عليهالسلام : « ربَّ كلام أنفذ من سهام » (٢).
وتختلف الكلمة في آثار ها وقوة إشعاعها وصلابة موقفها تبعاً لما تحتويه من خبث أو طيب فكم من بؤس أو حرب ضروس أطاحت برؤوس الآلاف ، وأحرقت الحرث والنسل ، وغيّبث البسمة من شفاه المحرومين ، وأحكمت العوز والفاقة في دنيا المستضعفين ، وكان ذلك كلّه بسبب خبث أسود أفرزته كلمة واحدة.
وقد تحدّث القرآن الكريم كثيراً عن الاُمم التي غاصت في وحل رذيلتها ، وقبرت في عارها وشنارها بسبب حالة اعراضية عن الهدىٰ ، ولّدتها ثقافة خبيثة وكلمة باطلة ، بينما نجد القرآن الكريم يؤكّد في مواطن كثيرة اُخرىٰ علىٰ مسؤولية الكلمة ودورها في صياغة المجتمع الإسلامي ، فقد نهىٰ وبشدّة عن الغيبة ، والنميمة ، والنفاق ، وقول الزور ، واشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ، واضرابها ، وأكّد علىٰ صلاح ذات البين ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وهذا كلّه يعتمد علىٰ حركة الكلمة وماتحمله من مواصفات بناء ، أو تدمير لجسم المجتمع.
وفي كشف القرآن الكريم عن دور ومكانة الكلمة الطيبة في العمل الاجتماعي ، راح يمثّلها بالشجرة الطيبّة ، ذات الأصل الثابت ، والفرع السامق ، والثمر الآتي منها في كلّ حين :
_______________________
(١) نهج البلاغة : الحكمة ٣٩٤.
(٢) غرر الحكم : الحكمة ٥٣٢٢.