الإسلامية الوسط هي مراقبة ومشهود عليها من قبل الرسول القائد صلىاللهعليهوآله والنموذج المثال.
فالوسطية تستلزم الشهادة من هذين الجانبين ، شاهدة علىٰ الناس ، ومشهود عليها من قبل الرسول صلىاللهعليهوآله. (١)
وهنا تبرز القيمة الحضارية لهذه الأُمة بأفرادها وفكرها وعقيدتها وسلوكها وهذه المكانة المرسومة لها من قبل الخالق العظيم تمنحها القوّة علىٰ ديمومة العطاء لكلّ الناس ، فالعطاء ينتظر منها ، والعيون عالقة ناظرة إليها ، وهي لا تعطي أو تراقب جزافاً ، بل تحسّ بالمراقبة الدقيقة والشهادة الفاصحة عليها من قبل رسول الإنسانية محمّد صلىاللهعليهوآله ، فأُمّةٌ هذا شأنها وهذه مكانتها ، حريّ بها وبأفرادها أن يتّصفوا بسموّ هذه المكانة وعظمة هذا التبوء ليكونوا أهلاً لهذه الشهادة وذلك العطاء السمح.
وحين نقلّب صفحات من هذه الأُمة لم نجدها موفّقة لهذه المكانة المرسومة لها وما أعجب هذا الأمر حين نرىٰ هذه الأُمة تبتلىٰ بمناهج عمل وقواعد تكفير غريبة عنها لا تمت لعقيدتها الإسلامية من قريب أو بعيد سوىٰ التبعية المقيتة والتقليد والانسياق الفوضوي خلف سراب الآخرين.
فالقرآن الكريم بنوره العظيم يثير في المسلمين دافع الأصالة وقدرة التبوء السليم للقيادة والشهادة ، فنحن نمتلك المقياس والأصول التي يعرض الآخرون أنفسهم عليها. ولنستفد جميعاً كأُمةٍ وسطٍ مسلمةٍ لنأخذ دورنا المرسوم في واقع الحياة والعالم.
_______________________
(١) راجع : الميزان في تفسير القرآن / العلّامة الطباطبائي ١ : ٣١٩ ـ ٣٢٢.