الصعود الذي يفسد عليها أمانيها وأحلامها.
وقد يكتسب اللغو أحياناً قناعة لدىٰ أفراد هذه الطائفة ويحسبونه صنعاً حسناً ، فيتقنون إخراجه ويلتمسون له (فَبْرَكةً) وفنّاً ، وفي هذه الحالة يستحيل عملاً أخطر من اللغو نفسه ، ولهذه الحالات أحكمها.
واللغو كما تعرضه الآيات المباركة في سورة (المؤمنون) و (الفرقان) و (القصص) هو ما لا فائدة فيه من قول أو فعل ، وهو قبيح ، وقيل : إنه الباطل والكذب والحلف. كما عن ابن عباس والسدي والكلبي علىٰ الترتيب ، ويرىٰ الشيخ الطوسي أيضاً انه الهذر من الكلام (١). وحين يصف القرآن الكريم أهل الجنّة ، فانه ينفي عنهم هذه الصفة التي يقرنها مرّة بالتأثّم واُخرىٰ بتكذيب بعضهم بعضاً ( لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا )(٢)( لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ) (٣) وهذه المعاني تنطلق من قاعدة الطهر الذي يلفّ المؤمنين في الآخرة ؛ لأن كلامهم حينئذ مفيد ، وقوله تعالىٰ : ( لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ) (٤) ؛ لأن سماع ما لا فائدة فيه يكون ثقلاً علىٰ النفس وأهل الجنة مصونون عن ذلك.
إنّ اللغو يفسد الحسّ واللسان فالحديث الفارغ يقتل الوقت دون أن يضيف الىٰ القلب أو العقل جديداً ، أو معرفة مفيدة.
وأمام هذا الحشد السيء من القبح المرفوض من لغو الفعل والكلام ، يهتف بالمؤمنين كتاب الله العزيز قيأمرهم بالإعراض عن اللغو ومجالسه وأهله ، لأن
_______________________
(١) التبيان / الشيخ الطوسي ٧ : ١٣٨.
(٢) سورة الواقعة : ٥٦ / ٢٥.
(٣) سورة النبأ : ٧٨ / ٣٥.
(٤) سورة الغاشية : ٨٨ / ١١.