والدين الكامل والنعمة والنو المبين قال تعالىٰ : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ).
فلا انقطاع لمفاهيم الكتاب الكريم ولا نفاد لغرائبة واعجازه قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفنىٰ عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلّا به » .
وفي عصر تعصف فيه الفتن وتخلف فيه الكلمة نجد أنفسنا في أشد الحاجة إلىٰ الاهتداء بنور القرآن والاعتصام بهداه واتباع منهجه وتطبيق قواعده وأحكامه ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن ، فانه شافع مُشفَّع وما حل مصدَّق من جعله أمامه قادة إلىٰ الجنّة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ».
ومن هنا فالكتاب الذي بين يديك هو خطوة علىٰ طريق الاهتداء بمنهج القرآن والتزوّد من مفاهيمه الخالدة حيث اختار المؤلف عدة آيات تعبّر عن مدلولات دقيقة تتفاعل مع واقع الناس ولعلّ أغلبها ينصبّ علىٰ أحد وسائل التعبير والبيان المهمة في القرآن وهي المثل القرآني لما له من أهمية فائقة في دقّة تصوير المعاني وتقريب المضامين وإثارة دواعي التفكّر والتذكّر ، قال تعالىٰ : ( وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ).
وقد تمكن الكاتب بما يمتلكه من أسلوب تعبيري شيّق أن يثير الأبعاد الفردية والاجتماعية للمفاهيم التي تطرقت إليها الآيات التي اختارها في وجدان الفرد المسلم ويجعلها تتفاعل مع أرض الواقع.
نسأل الله تعالىٰ أن يسهم هذا الاصدار في انفتاح جيل الشباب والناشئة علىٰ ثقافة القرآن ورسالته الخالدة واعجازه الباهر..
والله الهادي إلىٰ سواء السبيل. |
مركز الرسالة |