في غير معناها الأصلي للاعتقاد المستعمل كونه هو المعنى الحقيقي الأوّلي كاستعمال طائفة الإسماعيليّة لفظ المؤمن فيمن يعتقد بأنّه إسماعيل بن الصادق عليهالسلام من قبيل الخطأ في التطبيق ، ونظير الشبهة المصداقيّة في ما يوجّه أحد حكمه إلى العنوان وطبّقه على شخص متّصف بنقيضه معتقدا بأنّه موصوف به كالآمر والمجيز بدخول العادل داره وتصريحه بدخول زيد معتقدا بأنّه منهم مع كونه فاسقا واقعا ، أو ليس من هذا القبيل بل من باب استعمال اللفظ وإطلاقه على معنى يعتقد أنّه المعنى الحقيقي بحيث لم يكن من باب تطبيق العنوان عليه بل من تطبيق اللفظ على الموضوع له بلا رعاية واسطة وعنوان في البين؟
فإن بنينا على كونه من الأوّل فلا محيص عن حمل اللفظ على الموضوع له الأصلي مطلقا بلا رعاية حال الواقف ، كما هو الضابط في كلّ ما يكون من الخطأ في التطبيق ، وقد عنونوه في مسألة تعارض الوصف والإشارة.
وإن قلنا : إنّه من الثاني فلا بدّ أن يحمل على معتقد الواقف عملا بمقصوده.
والظاهر ؛ أنّه من هذا القبيل حيث إنّ احتمال المعنى الأوّل بعيد هنا ، إذ لازمه أن يكون المتكلم أراد الموضوع له الأصلي أوّلا ، ولو إجمالا ثمّ أراد ما هو معتقده من معنى اللفظ والنقل منه إليه حتّى يقال : إنّ هذا انتقاله لما كان من الخطأ في التطبيق فلا يرتّب عليه الأثر ، مع أنّه ليس كذلك بل المستعمل لا يرى للفظ معنى ، سواء معتقده ، ولا يحتمله أصلا فيطبّق اللفظ عليه من أوّل الأمر.
فعلى هذا ؛ لا وجه لما قوّاه في «الجواهر» في المقام قدسسره (١) ، بل عليه في الحقيقة هو الأخذ بتنقيص مقصود الواقف ، كما لا يخفى فتأمّل!
__________________
(١) جواهر الكلام : ٢٨ / ٣٨ و ٣٩.