الصحيحة المتقدمة التي نقلناها عن الأئمة عليهمالسلام وذلك لان الأئمة عليهمالسلام قد صرحوا بان ما يقولوه من أحكام هو عن آبائهم عن الرسول صلىاللهعليهوآله عن جبرئيل عن الله سبحانه وتعالى ، فمن تلك الروايات ما ورد عن جابر قال : « قلت لابي جعفر عليهالسلام ( الامام الباقر ) إذا حدثتني بحديث فاسنده لي فقال : حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله عن جبرئيل عن الله تبارك وتعالى ، وكلما احدثك بهذا الاسناد » (١).
وهناك روايات كثيرة متواترة معنى تدلل على ان ما يقوله الأئمة عليهمالسلام ليس هو رأيا مخالفا للرسول صلىاللهعليهوآله ولا هوى ، بل هو شيء له أصل ، فاذا ثبتت هذا وجب الأخذ بما ذكروه من أحكام ( إن كان الرواة الذين ينقلون الرواية عنهم ثقات ايضا ) لان ما يقولونه هو قول الرسول صلىاللهعليهوآله او فعله او تقريره وهو السنة ، ويكون قول الامام عليهالسلام ناقلا لها.
فمن هذه الروايات المتواترة ما رواه سماعة عن ابي الحسن عليهالسلام قال : « قلت له كل شيء تقول في كتاب الله وسنته او تقولون فيه برأيكم ؟ قال : بل كل شيء نقوله في كتاب الله وسنة نبيه » (٢).
تنبيه : وهذا الذي قلناه من وجوب العمل بروايات أئمة أهل البيت عليهمالسلام اذا ثبت كونهم من الموثوقين انما هو لالزام غيرنا الذي لا يعتقد ما تعتقده الامامية الاثنى عشرية ، من أن الأئمة الاثنى عشر معصومون من الخطأ والزلل والنسيان كالنبي صلىاللهعليهوآله لما دلت عليه الآيات القرآنية مثل ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (٣) ومعنى اذهاب الرجس عنهم هوالعصمة. ولما ثبت ايضا عند الكل في خطبة الغدير من قول الرسول صلىاللهعليهوآله : « اني اوشك ان ادعى
__________________
(١) وسائل الشيعة ، ج ١٨ ، باب ٨ من ابواب صفات القاضي ، ح ٦٧ وغيره. وأمالي الشيخ المفيد ، ص ٢٦.
(٢) بصائر الدرجات ، ٣٠١ ، تأليف المحدّث أبي جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمي ، ( ت ٢٩٠ ه.ق ).
(٣) الاحزاب ، ٣٣.