البيع الحال ؟ وبعبارة اُخرى لماذا جاز أخذ الزيادة في بيع النسيئة بداعي الأجل ولم يجز ذلك في القرض ؟
نقول : إن جمهور الفقهاء من العامة (١) علَّلُوا أخذ الزيادة في بيع النسيئة في
__________________
(١) ذكرهم وذكر عباراتهم بالتفصيل الدكتور رفيق يونس المصري في بحثه المعنون : « بيع التقسيط تحليل فقهي واقتصادي » ص ٢٤ ـ ٢٨.
وقد حدث لي حادث في الدورة السابعة لانعقاد مجلس مجمع الفقه الإسلامي ( بجدة ) حيث كنتُ اُشير في مداخلاتي إلى الرأي المخالف للإمامية وعلمائهم بالعامة من دون قصد الاسائة إلى أحد ، كما كانت هذه الطريقة هي التي كتبتُ فيها مقالتي « بيع التقسيط ».
وقد أوجب هذا التعبير في خصوص هذا المجمع استياء لدى البعض ظهر في مداخلاته على الموضوع ، وقد طلب مني رئيس المجمع « الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد » في جلسة الاستراحة أن اُعبر عن الرأي المخالف للإمامية « بأهل السنة » ، لأن مثل هذه المؤتمرات يجب فيها رعاية شعور الآخرين واحترامهم. وقد نزلت إلى تلك لما وجدتُ فيها من الرعاية لمشاعر الآخرين واحترامهم.
ولكن في الدورة العاشرة لمجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقدة ما بين ٢٣ ـ ٢٨ صفر ١٤١٨ ه. ق وفي الجلسة الافتتاحية زفَّ الأمين العام للمجمع « الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة » بشرى طبع المجمع كتاب « المدخل المفصّل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب » لرئيس المجمع الدكتور « بكر بن عبد الله أبو زيد » ، وما أن تصفحت الجزء الأول منه فقط فقد تذكرت الحادثة المتقدمة التي حصلت لي بالخصوص ، حيث وجدتُ أن الرئيس يعبّر عن الامامية وينقل عن الغير التعبير « بالرافضة » و« أهل البدع » ، ويجعلهم خارجين عن جماعة المسلمن حيث يصل به الأمر الى تكفيرهم في بعض المواضع تبعاً لما قاله أحمد بن حنبل. راجع الجزء الأول من الكتاب المذكور ص ١٠٦ و ٣٦٣ و ٣٦٤ و ٣٧٥ و ٣٩١ و ٤١٨ و ٥٤٩ و ٥٨٢ و ٥٨٤.
أفهل يصح من رئيس مجمع للدول الإسلامية حيث يحذر من الفرقة ويدعو إلى احترام مشاعر الآخرين واحترامهم ، وتشترك في هذا المجمع طائفة الإمامية بصورة رسمية كما يدعى خبراء من نفس الطائفة للاشتراك أيضاً ويعبر عن الطائفة الإمامية بتعابير بحيث يصل الأمر إلى تكفيرهم ولا يرضى أن يُعبّر عن المخالفين للإمامية « بالعامة » ؟!
ونحن إذ نضع هذا الأمر بين يدي المنصفين من فقهاء الأمة ، نسأل الله تعالى العفو والارتفاع عما لا يرضي الله سبحانه وتعالى وأن يلهمنا السداد في القول والعمل وان نتبع الهدى والرشد الذي أمرنا به الأئمة عليهمالسلام.