النّاس قدّم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حرّ الأسنّة والسّيوف ، فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر (١) ، وقتل حمزة يوم أحد ، وقتل جعفر يوم مؤتة ، وأراد من لو شئت ذكرت اسمه مثل الّذى أرادوا من الشّهادة (٢) ، [و] لكن آجالهم عجّلت ، ومنيّته أجّلت ، فيا عجبا للدّهر إذ صرت يقرن بى من لم يسع بقدمى (٣) ، ولم تكن له كسابقتى ، [الّتى] لا يدلى أحد بمثلها إلاّ أن يدّعى مدّع ما لا أعرفه ، ولا أظنّ اللّه يعرفه ، والحمد للّه على كلّ حال وأمّا ما سألت من دفع قتلة عثمان إليك فانّى نظرت فى هذا الأمر فلم أره يسعنى دفعهم إليك ولا إلى غيرك ، ولعمرى لئن لم تنزع عن غيّك وشقاقك (٤) ، لتعرفنّهم عن قليل يطلبونك ، لا يكلّفونك طلبهم فى برّ ولا بحر ، ولا جبل ولا سهل ، إلاّ أنّه طلب يسوءك وجدانه ، وزور لا يسرّك لقيانه (٥) والسّلام لأهله
__________________
(١) عبيدة ابن عمه ، وحمزة عمه ، وجعفر أخو الامام. ومؤتة ـ بضم الميم ـ : بلد فى حدود الشام
(٢) «من لو شئت» : يريد نفسه ، وانظر (ص ٦٤ و ٦٥ من الجزء الثانى من هذه المطبوعة)
(٣) بقدم مثل قدمى جرت وثبتت فى الدفاع عن الدين ، والسابقة : فضله السابق فى الجهاد ، وأدلى إليه برحمه : توسل ، وبمال : دفعه إليه ، وكلا المعنيين صحيح
(٤) تنزع ـ كتضرب ـ أى : تنته
(٥) الزور ـ بفتح فسكون ـ : الزائرون ، وإفراد الضمير فى لقيانه باعتبار اللفظ