حاشيتك وحامّتك قطيعة (١) ولا يطمعنّ منك فى اعتقاد عقدة تضرّ بمن يليها من النّاس فى شرب أو عمل مشترك يحملون مؤونته على غيرهم فيكون مهنأ ذلك لهم دونك (٢) وعيبه عليك فى الدّنيا والآخرة.
وألزم الحقّ من لزمه من القريب والبعيد ، وكن فى ذلك صابرا محتسبا ، واقعا ذلك من قرابتك وخاصّتك حيث وقع ، وابتغ عاقبتة بما يثقل عليك منه ، فانّ مغبّة ذلك محمودة (٣)
وإن ظنّت الرّعيّة بك حيفا فأصحر لهم بعذرك ، واعدل عنك ظنونهم بإصحارك ، فانّ فى ذلك رياضة منك لنفسك (٤) ورفقا برعيّتك ، وإعذارا
__________________
يكون بالأخذ على أيديهم ومنعهم من التصرف فى شؤون العامة
(١) الاقطاع : المنحة من الأرض. والقطيعة : الممنوح منها ، والحامة ـ كالطامة ـ : الخاصة والقرابة. والاعتقاد : الامتلاك ، والعقدة ـ بالضم ـ : الضيعة واعتقاد الضيعة : اقتناؤها ، وإذا اقتنوا ضيعة فربما أضروا بمن يليها ، أى : يقرب منها ، من الناس ، فى شرب ـ بالكسر ـ وهو النصيب فى الماء
(٢) مهنأه : منفعته الهنيئة
(٣) المغبة ـ كمحبة ـ : العاقبة ، وإلزام الحق لمن لزمهم وان ثقل على الوالى وعليهم فهم محمود العاقبة بحفظ الدولة فى الدنيا ونيل السعادة فى الآخرة
(٤) وإن فعلت فعلا ظنت الرعية أن فيه حيفا ـ أى : ظلما ـ فأصحر ـ أى : ابرز لهم ـ وبين عذرك فيه. وعدل عن كذا : نحاه عنه ، والأصحار : الظهور ، من «أصحر» إذا برز فى الصحراء ، و «رياضة» أى : تعويدا لنفسك على العدل. والأعذار : تقديم العذر أو إبداؤه