متماديا فى غرّة الأمنيّة (١) مختلف العلانية والسّريرة
وقد دعوت إلى الحرب فدع النّاس جانبا واخرج إلىّ ، وأعف الفريقين من القتال ليعلم أيّنا المرين على قلبه (٢) والمغطّى على بصره ، فأنا أبو حسن قاتل جدّك (٣) وخالك وأخيك شدخا يوم بدر ، وذلك السّيف معى ، وبذلك القلب ألقى عدوّى! ما استبدلت دينا ، ولا استحدثت نبيّا ، وإنّى لعلى المنهاج الّذى تركتموه طائعين (٤) ودخلتم فيه مكرهين. وزعمت أنّك جئت ثائرا بعثمان (٥) ولقد علمت حيث وقع دم عثمان فاطلبه من هناك إن كنت طالبا ، فكأنّى [قد] رأيتك تضجّ من الحرب إذا عضّتك ضجيح الجمال بالأثقال (٦) ، وكأنّى بجماعتك تدعونى ـ جزعا من الضّرب
__________________
(١) الغرة ـ بالكسر ـ : الغرور ، والأمنية ـ بضم الهمزة ـ : ما يتمناه الانسان ويؤمل إدراكه.
(٢) المرين ـ بفتح فكسر ـ : اسم مفعول من «ران ذنبه على قلبه» غلب عليه فغطى بصيرته ، وفى التنزيل : «كَلاّٰ بَلْ رٰانَ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ مٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ»
(٣) جد معاوية لأمه : عتبة بن ربيعة ، وخاله : الوليد بن عتبة ، وأخوه : حنظلة بن أبى سفيان. و «شدخا» أى : كسرا ، قالوا هو الكسر فى الرطب ، وقيل : فى اليابس.
(٤) المنهاج : هو طريق الدين الحق ، لم يدخل فيه أبو سفيان ومعاوية رضى اللّه عنهما إلا بعد الفتح كرها
(٥) ثأر به : طلب بدمه ، ويشير بحيث وقع دم عثمان إلى طلحة والزبير
(٦) تفرس فيما سيكون من معاوية وجنده ، وكان الأمر كما تفرس الامام. والحائدة : العادلة عن البيعة بعد الدخول فيها