١٠٩ ـ وقال عليه السلام : نحن النّمرقة الوسطى (١) بها يلحق التّالى ، وإليها يرجع الغالى.
١١٠ ـ وقال عليه السلام : لا يقيم أمر اللّه سبحانه إلاّ من لا يصانع (٢) ولا يضارع ، ولا يتّبع المطامع.
١١١ ـ وقال عليه السلام : «وقد توفى سهل بن حنيف الأنصارى بالكوفة بعد مرجعه معه من صفين ، وكان أحب الناس إليه : لو أحبّنى جبل لتهافت (٣) معنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه فتسرع المصائب إليه ، ولا يفعل ذلك إلا بالأتقياء الأبرار والمصطفين الأخيار ، وهذا مثل قوله عليه السلام :
١١٢ ـ من أحبّنا أهل البيت فليستعدّ للفقر جلبابا «وقد يؤول ذلك على معنى آخر (٤) ليس هذا موضع ذكره»
__________________
(١) النمرقة ـ بضم فسكون فضم ففتح ـ الوسادة : وآل البيت أشبه بها للاستناد إليهم فى أمور الدين ، كما يستند إلى الوسادة لراحة الظهر واطمئنان الأعضاء ، ووصفها بالوسطى لاتصال سائر النمارق بها ، فكأن الكل يعتمد عليها إما مباشرة أو بواسطة ما يجانبه ، وآل البيت على الصراط الوسط العدل : يلحق بهم من قصر ، ويرجع إليهم من غلا وتجاوز
(٢) «لا يصانع» أى : لا يدارى فى الحق ، والمضارعة : المشابهة ، والمعنى انه لا يتشبه فى عمله بالمبطلين ، واتباع المطامع : الميل معها وإن ضاع الحق.
(٣) تهافت : تساقط بعد ما تصدع
(٤) هو أن من أحبهم فليخلص للّه حبهم ، فليست الدنيا تطلب عندهم