عين الهداية. وقد خاطر من استغنى برأيه ، والصّبر يناصل الحدثان (١) والجزع من أعوان الزّمان ، وأشرف الغنى ترك المنى (٢) ، وكم من عقل أسير تحت هوى أمير (٣) ، ومن التّوفيق حفظ التّجربة ، والمودّة قرابة مستفادة ، ولا تأمننّ ملولا (٤).
٢١٢ ـ وقال عليه السلام : عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله (٥)
٢١٣ ـ وقال عليه السلام : أغض على القذى والألم ترض أبدا (٦)
٢١٤ ـ وقال عليه السلام : من لان عوده كثفت أغصانه (٧)
__________________
(١) الحدثان ـ بكسر فسكون ـ : نوائب الدهر ، والصبر يناضلها ، أى : يدافعها ، والجزع ـ وهو شدة الفزع ـ يعين الزمان على الاضرار بصاحبه
(٢) المنى ـ بضم ففتح ـ : جمع منية ، وهى ما يتمناه الانسان ، وإذا لم تتمن شيئا فقد استغنيت عنه
(٣) كثير من الناس جعلوا أهواءهم مسلطة على عقولهم ، فعقولهم أسرى تحت حكمها
(٤) الملول ـ بفتح الميم ـ : السريع الملل والسآمة ، وهو لا يؤمن ، إذ قد يمل عند حاجتك إليه فيفسد عليك عملك.
(٥) العجب حجاب بين العقل وعيوب النفس ، فاذا لم يدر بها سقط بل أوغل فيها فيعود عليه بالنقص ، فكأن العجب حاسد يحول بين العقل ونعمة الكمال.
(٦) القذى : الشىء يسقط فى العين ، والاغضاء عليه : كناية عن تحمل الأذى ، ومن لم يتحمل يعش ساخطا ، لأن الحياة لا تخلو من أذى
(٧) يريد من لين العود : طراوة الجثمان الانسانى ونضارته بحياة الفضل وماء الهمة ، وكثافة الأغصان : كثرة الآثار التى تصدر عنه كأنها فروعه ، ويريد بها كثرة الأعوان