وأمينا حفيظا ، غير معنّف ولا مجحف (١) ولا ملغب ولا متعب ، ثمّ احدر إلينا ما اجتمع عندك (٢) ، نصيّره حيث أمر اللّه ، فاذا أخذها أمينك فأوعز إليه أن لا يحول بين ناقة وبين فصيلها (٣) ولا يمصّر لبنها فيضرّ ذلك بولدها ولا يجهدنّها ركوبا ، وليعدل بين صواحباتها فى ذلك وبينها ، وليرفّه على اللاّغب (٤) ، وليستأن بالنّقب والظّالع ، وليوردها ما تمرّ به من الغدر (٥) ولا يعدل بها عن نبت الأرض إلى جوادّ الطّرق ، وليروّحها فى السّاعات ، وليمهلها عند النّطاف (٦) والأعشاب ، حتّى تأتينا ، باذن اللّه ، بدنا منقيات ، غير متعبات ولا مجهودات (٧) لنقسمها على كتاب اللّه وسنّة نبيّه صلّى اللّه عليه وآله ، فانّ ذلك أعظم لأجرك ، وأقرب لرشدك ، إن شاء اللّه.
__________________
(١) المجحف : من يشتد فى سوقها حتى تهزل ، والملغب : المعيى من التعب
(٢) حدر يحدر ـ كينصر ويضرب ـ : أسرع. والمراد سق إلينا سريعا
(٣) فصيل الناقة : ولدها وهو رضيع ، ومصر اللبن تمصيرا : قلله ، أى : لا تبالغ فى حلبها حتى يقل اللبن فى ضرعها.
(٤) أى : ليرح ما لغب ، أى : أعياه التعب ، و «ليستأن» أى : يرفق ، من الأناة بمعنى الرفق ، والنقب ـ بفتح فكسر ـ : ما نقب خفه ـ كفرح ، أى : تخرق ـ وظلع البعير : غمز فى مشيته
(٥) جمع ٩ غدير : وهو ما غادره السيل من المياه
(٦) النطاف : جمع نطفة ، وهى المياه القليلة ، أى : يجعل لها مهلة لتشرب وتأكل
(٧) البدن بضمتين : جمع بادنة ، أى : سمينة ، والمنقيات : اسم فاعل من «أنقت الأبل» إذا سمنت ، وأصله صارت ذات نقى ـ بكسر فسكون ـ أى : مخ