من عليه الحكم لها ، ألا تربع ، أيّها الانسان؟ على ظلعك (١) وتعرف قصور ذرعك ، وتتأخّر حيث أخّرك القدر! فما عليك غلمة المغلوب ولا ظفر الظّافر! وإنّك لذهّاب فى التّيه (٢) ، روّاغ عن القصد ، ألا ترى ـ غير مخبر لك ، ولكن بنعمة اللّه أحدّث أنّ قوما (٣) استشهدوا فى سبيل اللّه من المهاجرين [والأنصار] ولكلّ فضل! حتّى إذا استشهد شهيدنا (٤) قيل «سيّد الشّهداء» وخصّه رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه؟ أولا ترى أنّ قوما قطّعت أيديهم فى سبيل اللّه ولكلّ فضل! حتّى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم (٥) قيل : «الطّيّار فى الجنّة ، وذو الجناحين» ولو لا
__________________
(١) يقال «اربع على ظلعك» أى : قف عند حدك ، والذرع ـ بالفتح ـ : بسط اليد ، ويقال للمقدار
(٢) ذهاب ـ بتشديد الهاء ـ : كثير الذهاب ، والتيه : الضلال ، والرواغ : الميال ، والقصد : الاعتدال
(٣) «أن قوما» : مفعول «لترى». وقوله «غير مخبر» خبر لمبتدإ محذوف ، أى : أنا ، والجملة اعتراضية
(٤) هو حمزة بن عبد المطلب استشهد فى أحد ، والقائل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم
(٥) واحدنا : هو جعفر بن أبى طالب أخو الامام