فإسلامنا [ما] قد سمع وجاهليّتنا لا تدفع (١) ، وكتاب اللّه يجمع لنا ما شذّ عنّا وهو قوله : «وَأُولُوا اَلْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اَللّٰهِ» وقوله تعالى : «إِنَّ أَوْلَى اَلنّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ وَهٰذَا اَلنَّبِيُّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاَللّٰهُ وَلِيُّ اَلْمُؤْمِنِينَ» فنحن مرّة أولى بالقرابة ، وتارة أولى بالطّاعة. ولمّا احتجّ المهاجرون على الأنصار يوم السّقيفة برسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فلجوا عليهم (٢) فإن يكن الفلج به فالحقّ لنا دونكم ، وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم!
وزعمت أنّى لكلّ الخلفاء حسدت ، وعلى كلّهم بغيت! فإن يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك فيكون العذر إليك
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها (٣)
__________________
(١) شرفنا فى الجاهلية لا ينكره أحد
(٢) يوم السقيفة : عند ما اجتمعوا فى سقيفة بنى ساعدة بعد موت النبى صلّى اللّه عليه وسلم ليختاروا خليفة له ، وطلب الأنصار أن يكون لهم نصيب فى الخلافة فاحتج المهاجرون عليهم بأنهم شجرة الرسول ففلجوا ـ أى : ظفروا بهم ـ فظفر المهاجرين بهذه الحجة ظفر لأمير المؤمنين على معاوية ، لأن الامام من ثمرة شجرة الرسول ، فان لم تكن حجة المهاجرين بالنبى صحيحة فالأنصار قائمون على دعواهم من حق الخلافة ، فليس لمثل معاوية حق فيها ، لأنه أجنبى منهم.
(٣) شكاة ـ بالفتح ـ أى : نقيصة ، وأصلها المرض ، وظاهر : من «ظهر» إذا صار ظهرا ـ أى : خلفا ، أى : بعيدا ـ والشطر لأبى ذويب ، وأول البيت : ـ وعيرها الواشون أنى أحبها