حتّى أتى قدره عليه؟! كلاّ واللّه : (لَقَدْ عَلِمَ اَللّٰهُ اَلْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ (١) وَاَلْقٰائِلِينَ لِإِخْوٰانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنٰا وَلاٰ يَأْتُونَ اَلْبَأْسَ إِلاّٰ قَلِيلاً)
وما كنت لأعتذر من أنّى كنت أنقم عليه أحداثا (٢) فإن كان الذّنب إليه إرشادى وهدايتى له ، فربّ ملوم لا ذنب له
وقد يستفيد الظّنّة المتنصّح (٣) (وَمَا أَرَدْتُ إِلاَّ اَلْإِصْلاٰحَ مَا اِسْتَطَعْتُ وَمٰا تَوْفِيقِي إِلاّٰ بِاللّٰهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ [وَإِلَيْهِ أُنِيبُ])
وذكرت أنّه ليس لى ولأصحابى [عندك] إلاّ السّيف! فلقد أضحكت بعد استعبار (٤)! متى ألفيت بنى عبد المطّلب عن الأعداء ناكلين (٥) وبالسّيف مخوّفين لبّث قليلا يلحق الهيجا حمل (٦) فسيطلبك من تطلب ، ويقرب
__________________
(١) المعوقون : المانعون من النصرة
(٢) نقم عليه ـ كضرب ـ عاب عليه. والأحداث : جمع حدث ، وهو البدعة ولعل تسمية البدعة حدثا من قوله صلّى اللّه عليه وسلم «من أحدث فى أمرنا ما ليس منه فهو عليه رد»
(٣) الظنة ـ بالكسر ـ التهمة ، والمتنصح : المبالغ فى النصح لمن لا ينتصح ، أى : ربما تنشأ التهمة من إخلاص النصيحة عند من لا يقبلها. وصدر البيت : وكم سقت فى آثاركم من نصيحة
(٤) الاستعبار : البكاء ، فهو يبكى من جهة أنه إصرار على غير الحق ، وتفريق فى الدين ، ويضحك لتهديد من لا يهدد.
(٥) ألفيت : وجدت ، وناكلين : متأخرين
(٦) لبث ـ بتشديد الباء ـ : فعل أمر من «لبثه» إذا استزاد لبثه ـ أى : مكثه ـ يريد أمهل ، والهيجاء : الحرب ، وحمل ـ بالتحريك ـ : هو حمل بن بدر ، رجل من قشير : أغير على إبله فى الجاهلية فاستنقذها ، وقال : ـ لبث قليلا يلحق الهيجا حمل لا بأس بالموت إذا الموت نزل فصار مثلا يضرب للتهديد بالحرب