لغيرك ـ حدرت إلى أهلك تراثا من أبيك وأمّك فسبحان اللّه! أما تؤمن بالمعاد؟ أوما تخاف نقاش الحساب (١)؟ أيّها المعدود ـ كان ـ عندنا من ذوى الألباب (٢) كيف تسيغ شرابا وطعاما وأنت تعلم أنّك تأكل حراما وتشرب حراما؟ وتبتاع الإماء وتنكح النّساء من مال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين الّذين أفاء اللّه عليهم هذه الأموال وأحرز بهم هذه البلاد!! فاتّق اللّه واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم ، فانّك إن لم تفعل ثمّ أمكننى اللّه منك لأعذرنّ إلى اللّه فيك (٣) ، ولأضربنّك بسيفى الّذى ما ضربت به أحدا إلاّ دخل النّار! واللّه لو أنّ الحسن والحسين فعلا مثل الّذى فعلت ما كانت لهما عندى هوادة (٤) ، ولا ظفرا منّى بارادة ، حتّى آخذ الحقّ منهما ، وأزيل الباطل عن مظلمتهما ، وأقسم باللّه ربّ العالمين : ما يسرّنى أنّ ما أخذت [ه] من أموالهم حلال لى (٥) أتركه ميراثا لمن بعدى ، فضحّ رويدا فكأنّك قد
__________________
(١) النقاش ـ بالكسر ـ : المناقشة ، بمعنى الاستقصاء فى الحساب
(٢) «كان» ههنا زائد لافادة معنى المضى فقط ، لا تامة ، ولا ناقصة ، و «سعت الشراب ، أسيغه» كبعته أبيعه ـ : بلعته بسهولة
(٣) لأعاقبنك عقابا يكون لى عذرا عند اللّه من فعلتك هذه
(٤) الهوادة ـ بالفتح : ـ الصلح والاختصاص بالميل
(٥) أى : لا تعتمد على قرابتك منى ، فانى لا أسر بأن تكون لى ، فضلا عن ذوى قرابتى