فاحذره ، فإنّما هو الشّيطان : يأتى المؤمن من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ليقتحم غفلته (١) ويستلب غرّته.
وقد كان من أبى سفيان فى زمن عمر [بن الخطّاب] فلتة من حديث النّفس (٢) ونزغة من نزغات الشّيطان : لا يثبت بها نسب ، ولا يستحقّ بها إرث ، والمتعلّق بها كالواغل المدفّع ، والنّوط المذبذب
فلما قرأ زياد الكتاب قال : شهد بها ورب الكعبة ، ولم تزل فى نفسه حتى ادعاه معاوية.
قال الرضى : قوله عليه السلام «الواغل» : هو الذى يهجم على الشّرب ليشرب معهم ، وليس منهم ، فلا يزال مدفّعا محاجزا. و «النوط المذبذب» : هو ما يناط برحل الراكب من قعب أو قدح أو ما أشبه ذلك ، فهو أبدا يتقلقل إذا حث ظهره واستعجل سيره
__________________
(١) يدخل غفلته بغتة فيأخذه فيها. وتشبيه الغفلة بالبيت يسكن فيه الغافل من أحسن أنواع التشبيه. والغرة ـ بالكسر ـ : خلو العقل من ضروب الحيل. والمراد منها العقل الغر ، أى : يسلب العقل الساذج
(٢) فلتة أبى سفيان : قوله فى شأن زياد : «إنى أعلم من وضعه فى رحم أمه» يريد نفسه