وأوردتهم موارد البلاء ، إذ لا ورد ولا صدر (١). هيهات من وطىء دحضك زلق (٢) ، ومن ركب لججك غرق ، ومن ازورّ عن حبالك وفّق (٣) والسّالم منك لا يبالى إن ضاق به مناخه ، والدّنيا عنده كيوم حان انسلاخه (٤)
اعزبى عنّى (٥) فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّينى ، ولا أسلس لك فتقودينى ، وايم اللّه ـ يمينا أستثنى فيها بمشيئة اللّه ـ لأروضنّ نفسى رياضة تهشّ معها إلى القرص (٦) إذا قدرت عليه مطعوما ، وتقنع بالملح مأدوما ، ولأدعنّ مقلتى كعين ماء نضب معينها (٧) مستفرغة دموعها. أتمتلئ السّائمة من رعيها فتبرك؟ وتشبع الرّبيضة من عشبها فتربض (٨)؟ ويأكل علىّ من زاده
__________________
(١) الورد ـ بكسر الواو ـ : ورود الماء ، والصدر ـ بالتحريك ـ : الصدور عنه بعد الشرب.
(٢) مكان دحض ـ بفتح فسكون ـ أى : زلق لا تثبت فيه الأرجل.
(٣) «ازور» أى : مال وتنكب.
(٤) حان : حضر ، وانسلاخه : زواله.
(٥) «عزب يعزب» أى : بعد ، «ولا أسلس» أى : لا أنقاد.
(٦) «تهش» أى : تنبسط إلى الرغيف وتفرح به من شدة ما حرمها ، و «مطعوما» : حال من «القرص» كما أن «مأدوما» حال من الملح ، أى : مأدوما به الطعام.
(٧) أى : لأتركن مقلتى ـ أى : عينى ـ وهى كعين ماء نضب ـ أى : غار ـ معينها ـ بفتح فكسر ، أى : ماؤها الجارى ـ أى : أبكى حتى لا يبقى دمع
(٨) الربيضة : الغنم مع رعاتها إذا كانت فى مرابضها ، والربوض للغنم : كالبروك للابل