ألا وإنّ لكم عندى أن لا أحتجز دونكم سرّا إلاّ فى حرب (١) ولا أطوى دونكم أمرا إلاّ فى حكم (٢) ، ولا أؤخّر لكم حقّا عن محلّه ، ولا أقف به دون مقطعه (٣). وأن تكونوا عندى فى الحقّ سواء ، فإذا فعلت ذلك وجبت للّه عليكم النّعمة ولى عليكم الطّاعة ، وأن لا تنكصوا عن دعوة (٤) ولا تفرّطوا فى صلاح ، وأن تخوضوا الغمرات إلى الحقّ (٥) ، فإن أنتم لم تستقيموا [لى] على ذلك لم يكن أحد أهون علىّ ممّن اعوجّ منكم ، ثمّ أعظم له العقوبة ولا يجد عندى فيها رخصة ، فخذوا هذا من أمرائكم ، وأعطوهم من أنفسكم ما يصلح اللّه به أمركم (٦)
__________________
(١) لا أكتم عنكم سرا إلا فى الحرب فانها خدعة ، وكان النبى صلّى اللّه عليه وسلم إذا أراد حربا وروى بغيرها
(٢) طواه عنه : لم يجعل له نصيبا فيه ، أى : لا أدع مشاورتكم فى أمر إلا فى حكم صرح به الشرع فى حد من الحدود مثلا ، فحكم اللّه النافذ دون مشورتكم
(٣) دون الحد الذى قطع به أن يكون لكم
(٤) أى : لا تتأخروا إذا دعوتكم
(٥) الغمرات : الشدائد
(٦) أى : خذوا حقكم من أمرائكم ، وأعطوهم من أنفسكم الحق الواجب عليكم وهو ما يصلح اللّه به أمركم