وكثير من المتأخرين (١) ، الذين ربطوا بين الفكر الإمامي الأصيل
والمزاعم اليهودية ، وزادوا علىٰ من تقدّم أنّ الوصية من صنع اليهود ، ومنهم
انتقلت إلى المسلمين !! وغير ذلك من الترهّات بل السخافات التي روّجتها النفوس المريضة
وحاولت بشتّى الطرق الملتوية صرف الناس عن مبدأ الوصية وجديّتها.
وخلاصة القول في هذا الهراء :
١ ـ إن رواية الطبري التي يستند إليها المروّجون
لهذا الادعاء لا قيمة لها من الناحية العلمية ؛ لأنها موضوعة لا أصل لها ، وتخالف الواقع
التاريخي ومسلّمات التاريخ ، فضلاً عن أنّ الطبري قد تفرّد بنقلها.
وقد رواها الطبري عن السري ، وهو إما السري
بن إسماعيل ، وهو كذّاب متروك ليس بشيء ، أو السري بن عاصم ، وهو كذاب وضّاع يسرق الحديث
(٢) ، ورواها السري
عن شعيب بن إبراهيم ، وهو
__________________
(١) منهم : د. حسن إبراهيم حسن في ( تاريخ الإسلام السياسي : ٣٤٧ ـ
مكتبة النهضة المصرية ـ ١٩٦٤ م ) ، و ( تاريخ الدولة الفاطمية : ٢٢ و ٢٥ ) ، ود. سليمان
العودة في ( عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام : ٢٣٢ ) ، ود. عبد
العزيز محمد نور ولي في ( أثر التشيع على الروايات التاريخية : ١٩ ـ دار الخضيري ـ
المدينة ـ ١٤١٧ ه ) ، وعلي مصطفى الغرابي في ( تاريخ الفرق الإسلامية : ١٧ ـ القاهرة
ـ ١٣٧٨ ه ) ، ومحمّد أبو زهرة في ( تاريخ المذاهب الإسلامية : ٤٦ ـ دار الفكر العربي
ـ ١٩٧٦ م ) ، الشيخ محمّد الخضري في ( تاريخ الدولة الأموية : ٣٥٩ ـ دار القلم ـ بيروت
ـ ١٤٠٦ ه ) ، ومحمّد رشيد رضا في ( السنة والشيعة : في عدة صفحات ) ومحمّد فريد وجدي
في ( دائرة معارف القرن العشرين ٥ : ١٨ ـ ١٩ ـ دار الفكر ـ بيروت ) ود. مصطفىٰ
حلمي في ( نظام الخلافة بين أهل السنة والشيعة : ١٥٧ ـ دار الدعوة ـ ط ١ ـ ١٤٠٨ه )
وغيرهم كثير.
(٢) ميزان الاعتدال ٢
: ١١٧ ، لسان الميزان / ابن حجر ٣ : ١٢ ـ مؤسسة الأعلمي