٨ ـ خطبة الإمام الحسين عليهالسلام في عاشوراء نقلها الطبري وغيره بهذا اللفظ
: « أما بعد ،
فانسبوني فانظروا من أنا ، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا هل يحلّ لكم قتلي
وانتهاك حرمتي ؟ ألست ابن بنت نبيّكم صلىاللهعليهوآله وابن وصيّه وابن عمّه
... الخ »(٢)
هذه الخطبة أوردها ابن كثير بعد أن حذف منها وحرفها أسوأ تحريف « راجعوا أنفسكم وحاسبوها
، هل يصلح لكم قتال مثلي ، وأنا ابن بنت نبيكم ، وليس علىٰ وجه الأرض ابن بنت
نبي غيري ، وعلي أبي ، وجعفر ذو الجناحين عمي ... الخ » (٣).
٩ ـ وتعرّض شعر الوصية للحذف والتحريف أيضاً
بهدف إسقاط هذا المفهوم من ديوان الشعر العربي ، فقد حُذِف بيتان من أكثر طبعات ديوان
المتنبي ، وهما قوله حين عُوتب علىٰ ترك مدح علي أمير المؤمنين عليهالسلام :
وتركت مدحي للوصي تعمّداً
إذ كان نوراً مستطيلاً شاملا
وإذا استطال الشيء قام بنفسه
وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
حتى أن الأستاذ عبد الرحمٰن البرقوقي
ذكر البيتين في الطبعة ذات الجزءين ج ٢ ص ٥٤٦ ، وحذفهما في الطبعة ذات الأربعة أجزاء
(٤).
فانظر أي يد تلك التي أوتمنت علىٰ
ودائع التراث ؟!
__________________
(١) الفردوس ٣ : ٢٨٣ / ٤٤٥١ ـ دار الكتب العلمية ـ ١٤٠٦ ه ، و٣ : ٣٣٢
/ ٤٨٨٤ ـ دار الكتاب العربي ـ ١٤٠٧ ه.
(٢) تاريخ الطبري ٥ :
٤٢٤ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٤١٩ ، حوادث سنة ٦١ ه.
(٣) البداية والنهاية
٨ : ١٧٩.
(٤) مصادر نهج البلاغة
/ عبد الزهراء الحسيني ١ : ١٤٦.