سوق من الأسواق (١) بالمدينة قال : فانصرف وانصرفت معه حتى انتهيت إلى فناء فاطمة فنادى ثلاث مرات ـ يعني الحسن ـ فلم يجبه أحد ، فانصرف حتى انتهى إلى بيت عائشة فقعد وقعدت معه فأقبل الحسن وفي عنقه سخاب قال : فظننت إنما حبسته أمّه تلبسه ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هكذا بيده إلى الحسن هكذا والتزمه وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ إني أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه» [٣١٥٤].
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد ، قالوا : أنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا العباس بن إبراهيم ، نا (٢) الأحمسي ، نا الحسن بن علي القرشي ، نا هشام بن سعد ، عن نعيم (٣) مجمر ، عن أبي هريرة ، قال : ما رأيت حسنا قط إلّا دمعت عيني جلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المسجد وأنا معه فقال : «ادعوا لي لكع أو أين لكع»؟ فجاء الحسن يشتد حتى أدخل يديه في لحية النبي صلىاللهعليهوسلم فوضع النبي صلىاللهعليهوسلم فمه على فمه ـ أو فمه على فيه ـ ثمّ قال : «اللهمّ إني أحبّه فأحبّ من يحبّه» [٣١٥٥].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٤) ، حدثني أبي ، نا حماد الخياط ، نا هشام بن سعد ، عن نعيم بن عبد الله المجمر ، عن أبي هريرة ، قال : خرج رسول الله عليه الصّلاة والسلام إلى سوق بني قينقاع متكئا على يدي فطاف فيها ثم رجع فاحتبى في المسجد وقال : «أين لكاع؟ ادعوا لي لكاع» ، فجاء الحسن فاشتدّ حتى وثب في حبوته فأدخل فمه ، في فمه ثم قال : «اللهمّ إني أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه» ثلاثا [٣١٥٦].
قال : قال أبو هريرة ما رأيت الحسن إلّا فاضت عيني أو دمعت عيني أو بكيت. شكّ الخياط.
أخبرنا أبو القاسم نصر الله بن أحمد بن مقاتل ، أنا علي بن الحسن بن طاوس
__________________
(١) المطبوعة : من أسواق المدينة.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) كذا ، وهو نعيم بن عبد الله المجمر المدني ، ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٢٢٧.
(٤) مسند الإمام أحمد ٢ / ٥٣٢.