أدري (١) لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) فلما قالها ، قال له معاوية : اجلس ، ثم جلس ، ثم خطب معاوية ولم يزل صبرا (٢) ، على عمرو ، وقال : هذا عن رأيك.
أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درج (٣) أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، أنا أبو بكر الخطيب ح.
وأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن اللّالكائي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، أنا يعقوب ، نا الحجّاج ، نا جدّي ، عن الزهري قال : فكان عمرو بن العاص حين اجتمعا بالكوفة كلّم معاوية أن يأمر الحسن بن علي فيخطب فكره ذلك معاوية وقال : ما أريد أن يخطب الناس ، قال عمرو : نريد أن يبدو عيّه في الناس فإنه يتكلم في أمور لا يدري ما هو (٤) حينئذ ، فقال (٥) له : قم فكلم الناس ، فلم يزل عمرو بمعاوية حتى أطاعه ، فخرج معاوية فخطب الناس ، ثم أمر رجلا فنادى حسن بن علي فقال : قم يا حسن فكلّم الناس ، فقام حسن فتشهد في بديهة أمر لم يروّ فيه ثم قال : أما بعد أيها الناس فإن الله عزوجل هداكم بأوّلنا وحقن دماءكم (٦) بآخرنا ، وإن لهذا الأمر مدة وإن الدنيا دول وإن الله قال لنبيه صلىاللهعليهوسلم : (وَإِنْ)(٧)(أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) ، (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ) ، (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) فلما قالها أجلسه معاوية ، ثم خطب معاوية ثمّ الناس ، فلم يزل صرما على عمرو بن العاص ، وقال (٨) : هذا من فعل رأيك.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ، قالا : قرئ على أبي محمد الجوهري ، أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات ، نا
__________________
(١) كذا وردت الآية بالأصل ، وتمام الآيات في سورة الأنبياء : قل إنما يوحى إليّ انما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون ، فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون. إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون ، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين.
(٢) في المطبوعة : ولم يزل صرما.
(٣) الترجمة المطبوعة : ثلاث درجات.
(٤) كذا.
(٥) القائل عمرو بن العاص ، يقول لمعاوية.
(٦) بالأصل : دماؤكم.
(٧) بالأصل : «قل إن» والمثبت يوافق نص الآية الكريمة.
(٨) في أسد الغابة ١ / ٤٩٢ وقال : ما أردت إلّا هذا.