ألتقي أنا وهو عند الله ، فأبى أن يسميه ، وقد سمعت بعض من يقول : كان معاوية قد تلطف لبعض خدمه أن يسقيه سما (١).
قال : وأنا محمد بن سعد ، أنا يحيى بن حمّاد ، أنا أبو عوانة ، عن يعقوب ، عن أم موسى ، أن جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن السّمّ فاشتكى منه شكاة قال : فكان يوضع تحته طست وترفع أخرى نحوا من أربعين يوما (٢).
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي ـ إجازة ـ أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني أبو عبد الله الثمامي ، نا محمد بن سلام الجمحي ، عن ابن (٣) جعدبة ، قال : كانت جعدة بنت الأشعث بن قيس تحت الحسن بن علي فدسّ إليها يزيد : أن سمّي حسنا إنّي مزوّجك ففعلت ، فلما مات الحسن بعثت إليه جعدة تسأل يزيد الوفاء بما وعدها فقال : إنا والله لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا؟ فقال كثيّر ـ وقد يروى للنجاشي (٤) ـ :
يا جعد (٥) بكيه ولا تسأمي |
|
بكاء (٦) حقّ ليس بالباطل |
لن (٧) تستري البيت على مثله |
|
في الناس من حاف ولا ناعل |
أعني الذي أسلمه أهله (٨) |
|
للزمن المستخرج الماحل |
كان إذا شبّت له ناره |
|
يرفعها بالنسب (٩) الماثل |
كيما يراها بائس مرمل |
|
أو فرد قوم ليس بالآهل |
يغلي بنيّ اللحم حتى إذا |
|
أنضج لم يغل على أكل (١٠) |
__________________
(١) الخبر في سير الأعلام ٣ / ٢٧٤.
(٢) الخبر في سير الأعلام ٣ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥ وفيه طشت بدل طست.
(٣) بالأصل «أبي جعدبة» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٧ / ٣٩ وقوله : «عن ابن جعدبة» سقط من الترجمة المطبوعة.
(٤) الأبيات في ديوان كثير ط بيروت ، وهي في مروج الذهب ٢ / ٤٧٦ ـ ٤٧٧ من شعر طويل منسوب للنجاشي الشاعر.
(٥) مروج الذهب : جعدة.
(٦) عجزه في مروج الذهب : بعد بكاء المعول الثاكل.
(٧) مروج الذهب : لم يسبل الستر على مثله في الأرض.
(٨) صدره في مروج الذهب : أعني الذي أسلمنا هلكه.
(٩) مروج الذهب : بالسند الغاتل.
(١٠) مروج الذهب : أنضجه لم يغل من آكل.