عتبت عليك محاسن الخمر |
|
أم غيّرتك نوائب الدّهر؟ |
فصرفت وجهك عن معتّقة |
|
يفتّر (١) عن خلق من الشذر |
يسعى بها ذو غنّة غنج |
|
متنعم (٢) الوجنات بالسحر |
ونسيت قولك حين تمزجها |
|
فيزول (٣) مثل كوكب النسر |
لا تحسبنّ عقار خابية |
|
والهمّ يجتمعان في صدر |
قال : فقال : هاتها في كذا وكذا من أم محمّد ، فأخذها فشرب ثم شخص إلى محمّد فقال له : أين كنت قال : عند صديقي الكوفي ، وحدّثه الحديث ، قال : فقال لي : ما صنعت حين أنشدك الشعر؟ قال : شربتها والله يا أمير المؤمنين ، قال : أحسنت وأجملت ، ثم قال : أشخص حتى تحمل إليّ صديقك هذا ، قال : فشخص فحملني إليه فلم أزل مع محمّد حتى قتل.
أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا محمّد بن العباس بن حيّوية ، أنشدنا العباس بن العباس الجوهري ، قال : أنشدنا محمّد بن موسى الطوسي ، قال : أنشدنا أبو هفّان ، أنشدني أبو نواس (٤) :
لنا خمر وليس بخمر كرم |
|
ولكن من نتاج الباسقات |
كرائم في السماء ، ذهبن طولا |
|
بعود ثمارها أندى الحيات (٥) |
معسكرها المدار فباب فلنا (٦) |
|
إلى شاطي الأبلّة والفرات |
وحين بدا لك السرطان يتلو |
|
كواكب كالنعاج الراتعات |
بدا بين الذّوائب من ذراها |
|
نبات كالأكفّ الطالعات |
تشقّقت الأكفّ فخلت فيها |
|
لآلئ في السلوك منظّمات |
وما زال الزمان بحافتيها |
|
وتلقيح الرياح اللاقحات |
__________________
(١) عجزه في الديوان : تفتر عن درّ وعن شذر
(٢) في الديوان : متكحل اللحظات بالسحر
(٣) الديوان : فتريك مثل كواكب النسر
(٤) الأبيات في الديوان ص ٢٠٩.
(٥) الديوان : زهين طولا .. أيدي الجناة.
(٦) ديوانه : «مسارحها المدار فبطن جوخى» وقلنا!؟ كذا رسمها. والمدار : «واد بين واسط والبصرة ، والأبلة : نهر.