فعاد زمرّدا ، وامتدّ (١) حتى |
|
تخال به الكباش الناطحات |
فلما لاح للساري سهيل |
|
قبيل الصّبح من وقت الغدات |
بدا الياقوت ، وانتسبت إليه |
|
بحمر ، أو بصفر فاقعات |
فلما عاد آخرها جنيا (٢) |
|
بعثت جناتها بمعقّفات |
وقلت (٣) استنزلوا فاستنزلوها |
|
بخوف من روس شاهقات |
وقلت استعجلوا فاستعجلوها |
|
بضرب بالسياط مخذرفات (٤) |
فضمّن صفو ما يجنون منها |
|
خوابي كالرجال مقيّرات |
ذوائب أمها جعلت سياطا |
|
وهنّ لما حوتها ضاربات (٥) |
نسجت لها عمائم من تراب |
|
ومن ماء فجاءت محكمات (٦) |
حساها كلّ أروع ، شيظميّ |
|
كريم الخد محمود موات |
تحية بينهم أفديك (٧) خذها |
|
وآخر قولهم : أفديك هات |
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد ، أنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدّقّاق ، نا محمّد بن يحيى الحكمي ، أنا ميمون بن هارون بن مخلد الكاتب ، عن اليعقوبي ، عن حسين بن الضحاك ، قال : كنت يوما أساير أبا نواس يوما بالكوفة فمررنا بكتّاب وإذا صبي يقرأ من سورة البقرة (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا)(٨) فقال أبو نواس أي معنى تستخرج من هذا في الخمر فقلت : ويحك ألا تتّقي الله بكتاب الله تعالى فلما كان من غد أنشدني (٩) :
وسيّارة ضلّت في القصد بعد ما |
|
ترادّ فهم جنح من الليل مظلم |
__________________
(١) الديوان : واخضرّ.
(٢) الديوان : خبيصا.
(٣) لم يرد في الديوان.
(٤) الديوان : محدرجات.
(٥) الديوان : تحث فما تناهى ضاربات.
(٦) الديوان : وماء محكمات موثقات.
(٧) الديوان : تفديك روحي.
(٨) سورة البقرة ، الآية : ٢٠.
(٩) الأبيات في ديوانه ص ٤٥.