محمّد بن إسماعيل يقول : سمعت أبا القاسم عبد الرّحمن بن محمّد يقول : دخل أبو عمرو الضرير على بعض الوزراء فاستخفّ بحقّه ، فكتب إليه : فإذا تفرّغت للنظر في كتب جدك ، وجدت فيها ما أنشدنا الحسن بن هانئ :
حذرتك الكبر لا يعلقك ميسمه |
|
فإنه ميسم نازعته الله |
يا بؤس عظم على عظم مخرقة |
|
فيه الخروق إذا كلمته تاها |
وإذا نشطت للنظر في كتاب كتبه أحمد بن سيار إلى بعض الولاة قرأت فيه :
لا تشرهنّ فإن الذل في الشره |
|
والعزّ في الحلم لا في الطيش والسفه |
وقل لمغتبط في التيه من حمق |
|
لو كنت تعلم ما في التيه لم تته |
التيه مفسدة للدين منقصة |
|
للعقل مهلكة للعرض فانتبه |
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، [نا عبيد الله بن عثمان ، نا محمّد بن أحمد الحكمي ، أنا ميمون بن هارون ، حدّثني يحيى بن محمّد الهمذاني](٢) ، أخبرني يعقوب بن زيد الفارسي ، قال : رأيت أبا نواس بالبصرة فقلت له : أنشدني في الشيب شيئا يزجرني فأنشدني (٣) :
أنقضت شرّتي فعفت الملاهي |
|
إذ رمى الشيب مفرقي بالدواهي |
ونهتني النهى فملت إلى العدل |
|
وأشفقت من مقالة نا هي |
أيها العاقل المقيم على السهو |
|
ولا عذر في المعاد لساهي (٤) |
لا بأعمالنا نطيق خلاصا |
|
يوم تبدو السمات فوق الجباه |
غير أنّا على الإساءة والتفريط |
|
نرجو (٥) لحسن عفو الإله |
أخبرنا بها أعلى من هذا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد الله المؤذن ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني بنيسابور ، نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن
__________________
(١) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٧.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من تاريخ بغداد.
(٣) الأبيات في الديوان ص ٦٢١ وتاريخ بغداد ٧ / ٤٤٧.
(٤) الديوان : «أيها الغافل .. في المقام لساه».
(٥) الديوان : راج لحسن عفو الله.