بجميع ما قلت وما أقول ، لمن هي؟ فقلنا : لأبي نواس فقال : الشيطان ، ثم كتب أبو العتاهية :
فإن أك حالكا فالمسك أحوى |
|
وما لسواد جسمي من بقاء |
ولكنّي عن الفحشاء نائي |
|
كبعد الأرض من جو السماء |
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، وأخبرني أبو الغيث الخشوعي عنه ، أنا أبو طاهر مشرف بن علي ـ إجازة ـ أنا أبو حازم أحمد بن الحسين ، أنشدني عبد الرّحمن بن عمر المعدّل ـ بمصر ـ لأبي نواس :
نموت ونبلى غير أن ذنوبنا |
|
إذا نحن متنا لا تموت ولا تبلى |
ألا رب ذي عينين لا تنفعانه |
|
وهل تنفع العينان من قلبه أعمى؟ |
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا أبو بكر بن خلف ـ بنيسابور ـ قال : سمعت الأستاذ الإمام أبا القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب ـ قراءة علينا ـ قال : سمعت أبا نصر أحمد بن محمّد بن ملحان البصري يقول : سمعت بشر بن موسى الأسدي يقول : سمعت الأصمعي يقول : ما تزهد المتزهدون بمثل بيتي الحسن بن هانئ أبو نواس :
لو أن عينا وهمتها نفسها |
|
يوم الحساب ممثلا لم تطرف |
سبحان ذي الملكوت أية ليلة |
|
مخضت صبيحتها بيوم الموقف |
قال : وزادني غيره :
كتب الفناء على البرية ربّها |
|
فالناس بين مقدم ومخلف |
أخبرنا أبو العز السلمي ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين أنا المعافي بن زكريا (١) ، نا أبو بكر الأنباري حدّثني أبي ، نا عبد الله بن عمرو (٢) ، نا سعيد بن اليمان ، نا ابن صفوان قال : لما حجّ أبو نواس لبّى فقال :
إلهنا ما أعدلك |
|
مليك كل من ملك |
لبّيك قد لبّيت لك |
|
لبّيك إن الحمد لك |
__________________
(١) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ٣٤١.
(٢) الجليس الصالح : عمر.