العلي اللهية والمشعشعون (عقائدهم):
من النقول المارة يظهر أنهم يعتقدون الألوهية في الإمام علي عليه السلام ويقولون بالحلول وقد ظهر ذلك بصراحة على لسان الابن وهو المولى علي المذكور. جاء في تذكرة المؤمنين ما يؤيد ذلك فقد أوضح المؤلف مشاهداته لبعض الغلاة من العلي اللهية بما نصه :
وأما ما شاهدته بأم عيني من الغلاة وما رأيته من العقائد الراسخة فيهم أنني كنت سائرا في طريق بغداد فوصلت إلى منزل يقال له «هارون آباد (١)» فنزلت في وسط غابة مع من نزل من القافلة بقصد تدخين النارجيل وشرب القهوة فأوقدوا النار هناك وأضرمت الأحطاب فجلسنا حول النار وكنت أصلح النار وأضع الوقود عليها ... فاحترقت يدي. وكان يرافقنا امرؤ من أهل قندهار فلما رآني بهذه الحالة خاطبني بقوله إنك تخشى النار فقلت له كيف لا أخشاها وفعلها الإحراق فأجابني : إنكم تدعون التشيع في حين أن النار لا تحرق الشيعة وأريد أن أبرهن لكم أنكم لا تحبون عليا حقيقة ولستم صادقين في الإخلاص له فحينئذ تأوه وقال :
بارها كفته أم بخلوة دل |
|
علي الله غيره باطل (٢) |
وعلى أثر قراءته رفع جمرات كثيرة من النار وألقاها على صدره ونحره ومد يده إلى داخل النار ، وأخرجها منها مع ذكره (يا علي يا علي) فدام هذا الحال معه إلى أن طفأت النار التي كانت على صدره وفي حجره ... ولم يمسه سوء منها ولا أي ضرر ... ولم تظهر على
__________________
(١) الآن تسمى شاه آباد بالقرب من كرمان شاه تبعد عنها بضع مراحل.
(٢) معناه : نطقت مرارا في خلوة قلبي أن عليا هو الله وغيره باطل.