ولده منها ، فالتجأ بواسطته إلى خدمة حسن بيك ، فأكرمه أولا ، ثم قتله بشكاية أهل أبرقوه منه ، فبقي يار علي ولاية كرمان عدة أشهر ، ولما وصل زينل إلى كرمان هرب يار علي إلى أنحاء خراسان ، واستولى زينل على كرمان بلا نزاع ، فولاه والده الطويل عليها وكان والي كرمان في زمن جهان شاه ولده أبا القاسم ، وكان سفيها ظالما سفاكا ، فاسقا ، ملحدا ، قتله أخوه حسن علي بعد وقعة والدهما ، ثم أرسل السلطان أبو سعيد إليها نائبا ، ولما وقعت وقعته أرسل الأمير سيدي علي إليها ولده أخي فرج واليا عليها من قبله ، فأخذها منه يار علي ، ثم اكتسحها منه زينل.
٤ ـ بغداد ـ الاستيلاء عليها :
ولما أن وزع حسن بيك المملكة الإيرانية إلى أولاده ، وسائر أمرائه عاد إلى أمر بغداد وكان قد ترك حصارها بالوجه المار ، وحينئذ أقطعها مع لواحقها لولده ميرزا مقصود. وكان فيها من جانب جهان شاه پير محمد الپاوت واليا ، فحاصره بها حسن بيك بعد واقعة جهان شاه نحو أربعين يوما كما سبق ، ثم تركه على حاله وسار إلى دفع حسن علي ، فكان ما كان ... وحينئذ أرسل ولده ميرزا مقصود في جماعة من الأمراء والجيش إلى أنحاء بغداد والعراق. فبينما هو مشتغل بالغارة على أطراف بغداد وبلاد العراق إذ توفي پير محمد الپاوت والي بغداد ، فأقام أهل بغداد الأمير حسين علي (١) بن زينل البراني صهر پير محمد المذكور وكان قد تزوج بنت پير محمد ، فمات هو أيضا بعد قليل. وكل هذه كانت من مسهلات الفتح. فأقام أهل بغداد مكانه أخاه شاه منصور فأساء السيرة ، فأرسل أهل بغداد إلى الأمير مقصود يدعونه أن يتسلم البلد ،
__________________
(١) في الغياثي حسن علي وليس بصواب لأن جامع الدول وديار بكرية اتفقتا على هذا اللفظ.