فتمكن ... وإثر وفاة السلطان استولى على الموصل وسنجار في عام ٧٧٨ ه ـ ١٣٧٦ م. ومن ثم بدأ حكمها إلا أنها لا تزال تعد إمارة قبائلية ، وتخلل ذلك فواصل عديدة ، فقد انتزع الحكم من يدها أيام صولة الأمير تيمور لنك ومناوأته لها ...
وفي هذه الحالة كانوا يترقبون الفرص ، وينتهزون الوقت الملائم ، ولا يزالون كذلك حتى تمكن الأمير قرا يوسف (من ذرية بيرام خواجة) من الاستيلاء على أذربيجان بقتل ميران شاه ثم قضى على السلطان أحمد الجلايري وتسلط على بغداد فخلص له الحكم ...
وأول من عرف من أمرائها بيرام خواجه بن تورمش (١). وفي أيامه ظهرت هذه القبيلة كإمارة فارتفعت منزلتها عند السلطان أويس. ولما توفي السلطان في ٢ جمادى الأولى سنة ٧٧٦ ه ـ ١٣٧٤ م استولت على الموصل وسنجار وأرجيش وأونيك توفي أميرها هذا سنة ٧٨٢ ه ـ ١٣٨١ م ، وجاء في كنه الأخبار أنه توفي في حدود سنة ٧٨٠ ه ولم يؤيد هذا نص ...
واعتبر المؤرخون هذه المدة بين الاستيلاء ، والوفاة (أيام الإمارة) ، وما قبلها (رياسة قبائلية) دامت له ٢٦ سنة ، وله ابن اسمه تورمش (٢) وخلفه أخوه مراد خواجه لمدة قليلة فتوفي ، وآلت الإمارة إلى (قرا محمد) ، بن تورمش فزاد على ما بيد أسلافه ، وحارب حاكم ماردين القاهر (كذا وصوابه الظاهر) ورأى المجال أوسع ، ونال غنائم وافرة ، ويقال في سبب حربه هذه أنه طلب من القاهر بنته ليتزوجها فلم يوافق ، فساق عليه العساكر ، ثم تصالح معه على أن يزوجه ابنة أخيه (٣) ...
__________________
(١) ورد في وقائع تاريخية بلفظ (دورمش) والشائع ما ذكر أعلاه.
(٢) جامع الدول والغياثي وغيرهما.
(٣) كنه الأخبار ج ٣ ركن ٣ ص ٣٤ ـ ٣٥ و (الظاهر) هو مجد الدين عيسى وهو المعروف من الأرتقية.