من يدون عنه ، أو عاد لا ترى له قيمة تجاه العظمة السابقة والعلم المعروف نقله تواترا كابرا عن كابر.
ولا قول في أن الناس عباد الجاه والسلطة ... وأن رغبة الحكومة مصروفة إلى الآداب الفارسية ... مما دعا أن تنحط العربية ، أو أنها لا تنال المكانة ما لم تقرن بالفارسية التي حلت مكانتها ورسخت ... فاضطر الناس أن يتعلموهما معا وبرز النوابغ في الشعر الفارسي والعربي معا ووجدنا من حمى العلم والعلماء ، أو راعى الروح الأدبية والفنية وإتقان الصناعة ... فراج الخط وظهر خطاطون عظام خصوصا في التعليق وفي النستعليق .. مما بلغ الغاية حتى ظهر مير عماد ... ومن نحا على هذا النحو .. كما أن النسخ بلغ غاية ليس وراءها ..
وهكذا لم ينعدم النقش والتزويقات الكمالية ، والتجليد فنرى نماذج فاخرة وفخمة إلا أنها متفرقة ومشتتة في مختلف الأقطار .. ومن مجموعها ما يشعر بأن الروح العلمية والأدبية والصناعية .. لم تندثر وإنما انتشرت في مناطق أخرى وتجولت بالنظر للرغبات العلمية والصناعية .. إلا أنها لم تكن بشكلها العام الشامل ونرى أفرادا قليلين قد نبغوا فاشتهروا ولم يعدموا التقدير ..
وفي عصورنا هذه قد وقف كل صنف من صنوفها على فرعه وجمد عليه فلم يحصل احتكاك في الأفكار فالواحد لا يدري عن عمل الآخر ولم يلتفت إلى العلاقات ..
وجمع المعلومات المتفرقة تتوقف على الحصول على الوثائق من كافة النواحي وأما الوجهة السياسية والحربية فهذه قد يتعرض لها في بعض المواطن وتهمل أخرى .. ذلك ما صعب مهمة بحوثنا ، والاعتراف بالعجز في أكثر المواطن ، ولزوم التكاتف للمباحث والتناصر على جمعها وعرضها للعموم ...