فيه فجاز للحاجة اليه جوازه في نحو ربّه رجلا ونعم رجلا زيد ومنع الكوفيون الاضمار قبل الذكر في هذا الباب فلم يجيزوا نحو يحسنان ويسيء ابناك وضرباني وضربت الزيدين بل هم في مثل ذلك على مذهبين فمذهب الكسائي انه يعمل الاول فيقول يحسن ويسيئان ابناك وضربني وضربتهما الزيدان او يحذف فاعله للدلالة عليه فيقول يحسن ويسيء ابناك وضربني وضربت الزيدين ومذهب الفراء اعمال الاول او اعمال الثاني وتأخير ضمير الاول ان كان رافعا نحو يحسن ويسيء ابناك هما وضربني وضربت الزيدين هما او اعمال المتنازعين جميعا في الاسم الظاهر ان كانا رافعين فيجوز يحسن ويسيء ابناك ولا يجوز ضربني وضربت الزيدين وما منعه الكوفيون من الاضمار في هذا الباب قبل الذكر ثابت عن العرب فلا يلتفت الى منعهم حكى سيبويه ضربوني وضربت قومك وضربت وانشد
وكمتا مدماة كأنّ متونها |
|
جرى فوقها واستشعرت لون مذهب |
وقال بعض الطائيين
جفوني ولم اجف الاخلاء انني |
|
لغير جميل من خليلي مهمل |
وقال الآخر
هوينني وهويت الغانيات الى |
|
ان شبت فانصرفت عنهنّ آمالي |
وان كان المهمل هو الثاني من المتنازعين فاما ان يقتضي الرفع او النصب فان اقتضى الرفع وجب فيه الاضمار وجاز استعماله باتفاق لانه اضمار متأخر رتبته التقديم فليس اضمارا قبل الذكر وذلك نحو بغى واعتديا عبداكا وضربت واكرماني الزيدين وان اقتضى النصب اضمر فيه غالبا نحو ضربني وضربتهم قومك ونحوه قول الشاعر
اذا هي لم تستك بعود اراكة |
|
تنخّل فاستاكت به عود اسحل |
لما اعمل تنخل في العود اعمل استاكت في ضميره فقال استاكت به وقد بحذف من الثاني ضمير المفعول لانه فضلة فيقال ضربني وضربت قومك واكرمني واكرمت الزيدان
بل حذفه الزم إن يكن غير خبر |
|
وأخرنه إن يكن هو الخبر |
وأظهر ان يكن ضمير خبرا |
|
لغير ما يطابق المفسّرا |
نحو أظنّ ويظنّاني أخا |
|
زيدا وعمرا أخوين في الرّخا |
اذا اهمل الاول من المتنازعين ومطلوبه غير رفع لم يجأ معه بضمير المتنازع فيه بل