لقيل اتوك اتاك او اتاك اتوك وقال قبل تنبيها على ان التنازع لا يتأتى بين عاملين متأخرين نحو زيد قام وقعد لان كلّا منهما مشغول بمثل ما شغل به الآخر من ضمير الاسم السابق فلا تنازع بينهما بخلاف المتقدمين نحو قام وقعد زيد فان كلّا منهما متوجه في المعنى الى زيد وصالح للعمل في لفظه فيعمل احدهما فيه والآخر في ضميره والى هذا اشار بقوله فللواحد منهما العمل والتنازع اما في الفاعلية او في المفعولية او فيهما على وجهين امثلة ذلك على اعمال الثاني قاما وقعد اخواك ورأيت واكرمت ابويك وضرباني وضربت الزيدين وضربت وضربني الزيدون تضمر في الاول الفاعل وتحذف منه المفعول لانه فضلة فلا يصح اضماره قبل الذكر وامثلته على اعمال الاول قام وقعدا اخواك ورأيت واكرمتهما ابويك وضربني وضربتهما الزيدان وضربت وضربوني الزيدين تضمر في الثاني ضمير الفاعل وضمير المفعول والمختار عند البصريين اعمال الثاني وعند الكوفيين اعمال الاول
وأعمل المهمل في ضمير ما |
|
تنازعاه والتزم ما التزما |
كيحسنان ويسئ ابناكا |
|
وقد بغى واعتديا عبداكا |
ولا تجئ مع أوّل قد أهملا |
|
بمضمر لغير رفع أوهلا |
المهمل هو الذي لم يسلط على الاسم الظاهر وهو يطلبه في المعنى فيعمل في ضميره مطابقا له في الإفراد والتذكير وفروعهما والى ذلك اشار بقوله والتزم ما التزما ثم المهمل لا يخلو اما ان يكون الفعل الاول او الثاني فان كان الاول فاما ان يقتضي الرفع او النصب فان اقتضى الرفع اضمر فيه قبل الذكر اضمارا على شريطة التفسير نحو يحسنان ويسيء ابناكا وان اقتضى النصب امتنع ان يضمر فيه لان المنصوب فضلة يجوز الاستغناء عنها فلا حاجة الى اضمارها قبل الذكر ووجب الحذف الّا في باب ظنّ وفي باب كان وفيما اوقع حذفه في لبس على ما سيأتي بيانه تقول ضربت وضربني زيد ومررت واكرمني عمرو ولا يجوز ضربته وضربني زيد ولا مررت به فاكرمني عمرو وقول الشاعر
اذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب |
|
جهارا فكن في الغيب احفظ للود |
ضرورة نادرة لا يعتد بمثلها واما المرفوع فعمدة لا يجوز الاستغناء عنها فاضمرت قبل الذكر لما اريد اعمال اقرب الفعلين الى المتنازع فيه وكان اضمارا على شريطة التفسير