يجعل المنصوب المعرف مفعولا له والاخفش يجعل المنصوب مصدرا مؤكدا في التعريف والتنكير ويجعل العامل فيه ما بعد الفاء والتقدير مهما يكن من شيء فالمذكور عالم علما ولم يطرد مجيء المصدر حالا في غير ما ذكر ورواه المبرد مطردا فيما هو نوع من العامل نحو اتيته سرعة وقوله ومصدر منكر حالا يقع بكثرة فيه تنبيه على وقوع المصدر المعرفة حالا بقلة كقولهم ارسلها العراك وهو على التأويل بمعتركة كما تقدم
ولم ينكّر غالبا ذو الحال إن |
|
لم يتأخّر أو يخصّص أو يبن |
من بعد نفي أو مضاهيه كلا |
|
يبغ امروء على امرىء مستسهلا |
قد تقدم ان الحال وصاحبها خبر ومخبر عنه في المعنى فأصل صاحبها ان يكون معرفة كما ان اصل المبتدأ ان يكون معرفة وكما جاز ان يبتدأ بالنكرة بشرط وضوح المعنى وامن اللبس كذلك يكون صاحب الحال نكرة بشرط وضوح المعنى وأمن اللبس ولا يكون ذلك غالبا الّا بمسوغ فمن المسوغات تقدم الحال عليه كقولك هذا قائما رجل ونحوه انشاد سيبويه
وفي الجسم مني بينا لو علمته |
|
شحوب وان تستشهد العين تشهد |
ومنها ان يتخصص اما بوصف كقوله تعالى. (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا.)
وكقول الشاعر
نجيت يا رب نوحا واستجبت له |
|
في فلك ماخر في اليمّ مشحونا |
واما باضافة كقوله تعالى. (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ.) ومنها ان يتقدم قبل صاحب الحال نفي او نهي او استفهام والى ذلك الاشارة بقوله او بين اي يظهر من بعد نفي او كنفي فمثال تقدم النفي قولك ما اتاني احد الا راكبا ونحوه قوله تعالى. (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ.) ومثال تقدم النهي قولك لا يبغ امروء على امرىء مستسهلا ونحوه قول الطرماح
لا يركنن احد الى الإحجام |
|
يوم الوغى متخوفا لحمام |
ومثال تقدم الاستفهام قولك أجاءك رجل راكبا قال الشاعر
يا صاح هل حم عيش باقيا فترى |
|
لنفسك العذر في ابعادها الأملا |
وقوله ولم ينكر غالبا ذو الحال احترز بغالبا من مجيء صاحب الحال نكرة بدون شيء من المسوغات المذكورة كقولهم مررت بماء فعدة رجل وعليه مائة بيضا حكى ذلك