بجمعاوين مع اعترافهم بكونه لم ينقل عن العرب واشار ابن خروف الى ان ذلك لا مانع منه وعندي ان ثمّ ما يمنع منه وهو ان من شرط صحة استعمال المثنى جواز تجريده من علامة التثنية وعطف مثله عليه وعلى هذا لا ينبغي ان يجوز جاء زيد وعمرو اجمعان لانه لا يصح ان تقول جاء اجمع واجمع لان المؤكد باجمع كالمؤكد بكل في كونه لا بد ان يكون ذا اجزاء يصح وقوع بعضها موقعه فلو قلت جاء الجيشان اجمعان لم يأبه القياس
وإن تؤكّد الضّمير المتّصل |
|
بالنّفس والعين فبعد المنفصل |
عنيت ذا الرّفع وأكّدوا بما |
|
سواهما والقيد لن يلتزما |
اذا اكد ضمير الرفع المتصل بالنفس او بالعين فلا بد من توكيده قبل بضمير منفصل كقولك قوموا انتم انفسكم فلو قلت قوموا انفسكم لم يجز واذا اكد بغير النفس والعين من الفاظ التوكيد المعنوي لم يلزم توكيده بالضمير المنفصل تقول قوموا كلكم ولو قلت قوموا انتم كلكم لكان جيدا حسنا واما ضمير غير الرفع فلا فرق بين توكيده بالنفس او بالعين وبين توكيده بغيرهما في عدم وجوب الفصل بالضمير المنفصل تقول رأيتك نفسك ومررت بك عينك كما تقول رأيتهم كلهم ومررت بهم كلهم وان شئت قلت رأيتك اياك نفسك ومررت بك انت عينك فتؤكد بالمعنوي بعد التوكيد باللفظي
وما من التّوكيد لفظيّ يجي |
|
مكرّرا كقولك ادرجي ادرجي |
لما انتهى كلامه في التوكيد المعنوي اخذ في الكلام على التوكيد اللفظي فقال وما من التوكيد لفظي يجي مكررا يعني ان التوكيد اللفظي هو تكرار معنى المؤكد باعادة لفظه او تقويته بمرادفه لقصد التقرير خوفا من النسيان او عدم الاصغاء او الاعتناء واكثر ما يجيء مؤكدا لجملة وقد يؤكد المفرد فالاول كقوله ادرجي ادرجي ومثله قول الشاعر
أيا من لست اقلاه |
|
ولا في البعد انساه |
لك الله على ذاك |
|
لك الله لك الله |
وكثيرا ما تقترن الجملة المؤكدة بعاطف كقوله تعالى. (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ.) وقوله تعالى. (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى.) والثاني ما