منصوب فما كان منهما مفردا ضم كما يضم لو وقع بعد حرف النداء لان البدل في قوة تكرار العامل والعاطف كالنائب عن العامل وما كان منهما مضافا نصب كما ينصب لو وقع بعد حرف النداء فان قرن المعطوف بالالف واللام امتنع تقدير حرف النداء قبله فاشبه النعت وجاز فيه الرفع والنصب نحو قوله تعالى. (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ.)
بالنصب والرفع واختلف في المختار منهما فقال الخليل وسيبويه والمازني هو الرفع وإليه اشار بقوله ورفع ينتقى وقال ابو عمرو وعيسى بن عمر ويونس والجرمي هو النصب وقال المبرد ان كانت الالف واللام للتعريف كما هي في الصنع فالمختار النصب لان المعرّف بالالف واللام يشبه المضاف وإن كانت غير معرّفة كما هي في اليسع فالمختار الرفع لان الالف واللام اذا لم تعرّف لم يشبه ما هي فيه المضاف
وأيّها مصحوب أل بعد صفه |
|
يلزم بالرّفع لدى ذي المعرفه |
وأيّها ذا أيّها الّذي ورد |
|
ووصف أيّ بسوى هذا يرد |
اذا قلت يا ايها الرجل فأيّ والرجل كاسم واحد واي منادى والرجل تابع مخصص له ملازم لان أيّا مبهم لا يستعمل بدون المخصص وكان قبل النداء يتخصص بالاضافة فعوض عنها في النداء بالتخصيص بالتابع فان كان مشتقا فهو نعت نحو يا ايها الفاضل وان كان جامدا فهو عطف بيان نحو يا ايها الغلام ولزمته هاء التنبيه تعويضا عما فاته من الاضافة وان اريد به مؤنث أنث بالتاء نحو قوله تعالى. (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ.) ولا توصف اي في النداء الّا بما فيه الالف واللام نحو يا ايها الرجل او بالموصول ومنه قوله تعالى. (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ.) وباسم الاشارة نحو يا ايها ذا اقبل قال الشاعر
ألا ايهذا الباخع الوجد نفسه |
|
لشيء تحته عن يديه المقادر |
ولا توصف أي بغير ذلك واليه الاشارة بقوله ووصف أي بسوى هذا يرد ومتى كانت صفة اي معربة لم تكن الّا مرفوعة لانها هي المنادى في الحقيقة وانما جيء معها باي توصلا الى نداء ما فيه الالف واللام واجاز المازني والزجاج نصب صفة اي قياسا على صفة غيره من المناديات المضمومة ويجوز ان توصف صفة اي الّا انها لا تكون الّا مرفوعة مفردة كانت او مضافة كقول الراجز
يا ايها الجاهل ذو التنزي |
|
لا توعدني حبّة بالنكز |