والقصد من الندبة الاعلام بعظمة المصاب فلذلك لا يندب الّا العلم ونحوه كالمضاف اضافة توضح المندوب كما يوضح الاسم العلم ولا يندب الاسم النكرة ولا اي ولا اسم الاشارة ولا الموصول المبهم ولا اسم الجنس المفرد لانها غير دالة على المندوب دلالة تبين بها عذر النادب ويجوز ان يندب الموصول اذا اشتهرت صلته شهرة ترفع عنه الابهام كقولهم وامن حفر بئر زمزماه والى هذه المسئلة وامثالها اشار بقوله
ويندب الموصول بالّذي اشتهر |
|
كبئر زمزم يلي وامن حفر |
واعلم ان المندوب له استعمالان احدهما ان يجري مجرى غيره من الاسماء المناداة في بنائه على الضمّ ان كان مفردا ونصبه ان كان مضافا وفي جواز تنوينه للضرورة على الوجهين المذكورين فمن ذلك قول الراجز
وافقعسا وأين مني فقعس |
|
أابلي يأخذها كروس |
والاستعمال الثاني ان يلحق آخر ما تم به الف وقد نبه على ذلك بقوله
ومنتهى المندوب صله بالألف |
|
متلؤها إن كان مثلها حذف |
كذاك تنوين الّذي به كمل |
|
من صلة أو غيرها نلت الأمل |
تقول في زيد وازيدا وفي عبد الملك واعبد الملكا وفي من حفر بئر زمزم وامن حفر بئر زمزما فتجيء بالف الندبة في الآخر لانه الذي انتهى به الاسم قال الشاعر
حملت أمرا عظيما فاصطبرت له |
|
وقمت فيه بأمر الله يا عمرا |
ويحذف لألف الندبة ما قبلها من الف او تنوين في صلة او غيرها كقولك في موسى وا موساه وفي ابي بكر واأبا بكراه وفي من نصر محمدا وامن نصر محمداه واجاز يونس وصل الف الندبة بآخر الصفة نحو وازيد الظريفاه ويشهد له قول بعض العرب وا جمجمتي الشاميتيناه ولما ذكر لحاق الف الندبة ذكر حال ما قبل الالف فقال
والشكّل حتما أوله مجانسا |
|
إن يكن الفتح بوهم لابسا |
الالف لا يكون ما قبلها الّا مفتوحا فاذا لحقت المنادى الف الندبة وكان ما قبلها غير مفتوح وجب فتحه الّا ان يوقع ذلك في اللبس فيجب ابدال الف الندبة من جنس حركة ما قبلها مثال ما يفتح قبل الالف قولك في رقاش وارقاشاه وفي عبد الملك واعبد الملكاه وفي من اسمه قام الرجل واقام الرجلاه بردّ الحركة قبل الالف في ذلك