فألف التّأنيث مطلقا منع |
|
صرف الّذي حواه كيفما وقع |
الف التأنيث مطلقا اي سواء كانت مقصورة او ممدودة تمنع صرف ما هي فيه كيفما وقع من كونه نكرة او معرفة وكونه مفردا او جمعا اسما او صفة كذكرى وحجلى وسكرى ومرضى ورضوى وكصحراء واشياء وحمراء واصدقاء وزكرياء فهذا ونحوه لا ينصرف البتة لان فيه الف التأنيث وانما كانت وحدها سببا مانعا من الصرف لانها زيادة لازمة لبناء ما هي فيه ولم تلحقه الّا باعتبار تأنيث معناه تحقيقا او تقديرا ففي المؤنث بها فرعية في اللفظ وهي لزوم الزيادة حتى كأنها من اصول الاسم فانه لا يصح انفكاكها عنه وفرعية في المعنى وهي دلالته على التأنيث ولا شبهة انه فرع على التذكير لاندراج كل مؤنث تحت مذكر من غير عكس فلما اجتمع في المؤنث بالالف الفرعيتان اشبه الفعل فمنع من الصرف فان قلت لم انصرف نحو قائمة وقاعدة وهلّا كانت الهاء فيه بمنزلة الالف قلت لانها زيادة عارضة وهي في تقدير الانفصال الّا في مواضع قليلة نحو شقاوة وعرقوة فلم يكن لها من اللزوم ما كان للالف فلم يعتد بها
وزائدا فعلان في وصف سلم |
|
من أن يرى بتاء تأنيث ختم |
اي ويمنع صرف الاسم ايضا الانف والنون المزيدتان في مثال فعلان صفة لا تلحقه تاء التأنيث نحو سكران وغضبان وعطشان فهذا ونحوه لا ينصرف لانه كما ترى صفة على وزن فعلان والمؤنث منه على وزن فعلى نحو سكرى وعطشى وغضبى وانما كان ذلك فيه مانعا لتحقق الفرعيتين به اعني فرعية المعنى وفرعية اللفظ اما فرعية المعنى فلأن فيه الوصفية وهي فرع على الجمود لان الصفة تحتاج الى موصوف ينسب معناها اليه والجامد لا يحتاج الى ذلك واما فرعية اللفظ فلأن فيه الزيادتين المضارعتين لألفي التأنيث من نحو حمراء في انهما في بناء يخص المذكر كما ان الفي حمراء في بناء يخص المؤنث وانهما لا تلحقهما التاء فلا يقال سكرانة كما لا يقال حمراءة مع ان الاول من كل من الزيادتين الف والثاني حرف يعبر به عن المتكلم في افعل ونفعل ويبدل احدهما من صاحبه نحو صنعاني وبهراني في النسبة الى صنعاء وبهراء فلما اجتمع في فعلان المذكور الفرعيتان امتنع من الصرف فان قلت لم لم تكن الوصفية في فعلان وحدها مانعة من الصرف فان في الصفة فرعية في المعنى كما ذكرتم وفرعية في اللفظ وهي الاشتقاق من المصدر قلت لأنا رأيناهم صرفوا نحو عالم وشريف مع تحقق الوصفية