الصرف ومنعه والى التنبيه على هذا الخلاف اشار بقوله شبه اقتضى عموم المنع اي عموم منع الصرف في جميع الاستعمال خلافا لمن زعم غير ذلك ومن النحويين من زعم ان سراويل جمع سروالة سمي به المفرد وانشد
عليه من اللوم سروالة |
|
فليس يرق لمستعطف |
وقيل هو مصنوع على العرب لا حجة فيه قوله وان به سمي البيت يعني ان ما سمي به من مثال مفاعل او مفاعيل فحقه منع الصرف سواء كان منقولا عن جمع محقق كمساجد اسم رجل او مقدر كشراحيل والعلة في منع صرفه ما فيه من الصيغة مع اصالة الجمعية او قيام العلمية مقامها فلو طرأ تنكيره انصرف على مقتضى التعليل الثاني دون الاول
والعلم امنع صرفه مركّبا |
|
تركيب مزج نحو معدي كربا |
لما فرغ من ذكر ما لا ينصرف في النكرة اخذ في بيان ذكر ما لا ينصرف في المعرفة فمن ذلك العلم المركب تركيب المزج نحو بعلبك وحضرموت ومعدي كرب فانه لا ينصرف لاجتماع فرعية المعنى بالعلمية وفرعية اللفظ بالتركيب والمراد بتركيب المزج ان يجعل الاسمان اسما واحدا لا باضافة ولا باسناد بل بتنزيل عجزه من الصدر منزلة تاء التأنيث ولذلك التزم فيه فتح آخر الصدر الّا اذا كان معتملّا فانه يسكن نحو معدي كرب لان ثقل التركيب اشد من ثقل التأنيث فناسب ان يخص بمزيد التخفيف فسكنوا ما كان منه معتلا وان كان نظيره من المؤنث يفتح نحو رامية وغازية وقد يضاف صدر المركب الى عجزه فيعربان يعرب صدره بما يقتضيه العامل ويعرب عجزه بالجرّ للاضافة فان كان فيه مع العلمية سبب من اسباب منع الصرف كالعجمة في هرمز من رام هرمز امتنع من الصرف والّا كان مصروفا كقولك هذه حضرموت ورأيت حضرموت ومررت بحضرموت وهذا معدي كرب ورأيت معدي كرب ومررت بمعدي كرب ومن العرب من يقول هذا معدي كرب يمنعه من الصرف لانه عنده مؤنث
كذاك حاوي زائدي فعلانا |
|
كغطفان وكأصبهانا |
كل علم في آخره الف ونون مزيدتان على اي وزن كان فانه لا ينصرف للتعريف والزيادتين المضارعتين لألفي التأنيث وذلك نحو مروان وعثمان وغطفان واصبهان